يعود كما بدأ ، لا يكون على حالة واحدة؟ فنزلت» (١).
* * *
مع صاحب تفسير الميزان
وذهب بعض المفسرين ـ ومنهم صاحب تفسير الميزان ـ إلى أن السؤال لم يكن عن ماهية القمر واختلاف تشكلاته ، إذ لو كان كذلك ، لكان الأنسب أن يقال : يسألونك عن القمر لا عن الأهلة. وأيضا لو كان السؤال عن حقيقة الهلال وسبب تشكله الخاص ، لكان الأنسب أن يقال : يسألونك عن الهلال ، إذ لا غرض حينئذ يتعلق بالجمع ، ففي إتيان الأهلة بصيغة الجمع دلالة على أن السؤال إنما كان عن السبب أو الفائدة في ظهور القمر هلالا بعد هلال ورسمه الشهور القمرية ، وعبّر عن ذلك بالأهلة لأنها هي المحققة لذلك ، فأجيب بالفائدة» (٢).
أما تعليقنا على ذلك ، فإننا لا نرى رأي صاحب الميزان في ما استفاده ، لأنه استند إلى إتيان (الْأَهِلَّةِ) بصيغة الجمع ، بدعوى أنها لا تتناسب مع السؤال عن القمر أو الهلال ، ولكننا نرى أنه يكفي في ذلك تكرر الظاهرة في الزمن ، بحيث إنها تلفت النظر دائما ، مما يجعل السؤال عنها كشيء متكرر بصيغة الجمع ... ويؤكد ذلك أن السؤال كان عن الظاهرة ، لا عن حقيقة القمر كما يوحي به كلامه في ما يستفيده من وجهة نظر الآخرين ونحن نستقرب ما ذكروه ، لأنه هو المناسب للسؤال ، وهو المتبادر من الاية. فإن اختلاف الشهور وتعددها لا يلفت أنظارهم كحالة ذهنية صعبة ، لأنه من الأمور التي يسيرون عليها في حياتهم ، بل الذي يلفت النظر هو اختلاف حالات القمر
__________________
(١) تفسير الكشاف ، ج : ١ ، ص : ٣٤٠.
(٢) تفسير الميزان ، ج : ٣ ، ص : ٥٦.