المناسبة بين معنى الكلمة وبين المقام ـ وهو إعطاء المال إلى الحكام ـ هو استبطان حكمهم المطلوب بالرشوة الممثل لحال الماء في البئر بالنسبة إلى من يريده ، كما يقول صاحب الميزان (١). وقال الطبرسي في مجمع البيان : «وفي تشبيه الخصومة بإرسال الدلو في البئر وجهان :
أحدهما : أنه تعلق بسبب الحكم ، كتعلق الدلو بالسبب وهو الحبل.
الثاني : أنه يمضي فيه من غير تثبيت ، كمضي الدلو في الإرسال من غير تثبيت (٢).
(فَرِيقاً) : الفريق هو القطعة المعزولة من الشيء ، سواء كانت من الناس أم من غيرهم.
(بِالْإِثْمِ) : الإثم : الفعل الذي يستحق به الذم ، كالظلم والتعدي عن الحق ، كما في شهادة الزور واليمين الكاذبة ونحوهما.
* * *
(لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ)
جاء في الكافي عن الصادق عليهالسلام في الاية : كانت قريش تقامر الرجل بأهله وماله فنهاهم الله عزوجل عن ذلك (٣).
وفي الكافي عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله (جعفر الصادق عليهالسلام) قول الله ـ عزوجل ـ في كتابه : (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ)؟ فقال : يا أبا بصير إن الله ـ عزوجل ـ قد
__________________
(١) تفسير الميزان ، ج : ٢ ص : ٥٣.
(٢) مجمع البيان ، ج : ٢ ، ص : ٥٠٦.
(٣) الكافي ، ج : ٥ ، ص : ١٢٢ ، رواية : ١.