يعلم ما يستحقه عباده نتيجة أعمالهم ، فيعطي كلّا منهم الجزاء العادل في جانب الخير أو في جانب الشر.
* * *
الجانب التربوي في الدعاء
وفي هذا الجو الذي تثيره الآيتان ، نستوحي الجانب التربوي في الدعاء ، حيث ينبغي أن يعيش الإنسان فيه كل قضاياه الملحة التي يعيشها في فكره ووجدانه وحياته ، بحيث يكون الدعاء صورة حية لكل منطلقاته في الحياة ، فيلتفت إلى شؤون الآخرة كما يلتفت إلى شؤون الدنيا ، ليطلع الله على قلبه فيجد فيه صدق التوجه إلى الإسلام في أمور حياته من خلال وعيه لكل الجوانب التي تحكم شؤون الحياة ؛ فيطلبها منه كما يطلب الإنسان الأشياء الضرورية التي لا غنى له عنها. وفي ضوء ذلك يزداد إحساسه بالآخرة كما لو كانت حاجة مهمة من حاجاته الذاتية ، بحيث يتفجر الشعور بها في دعاء خاشع متضرع بين يدي الله.
وهذا ما نجده في الأدعية القرآنية ، وأدعية النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمة من أهل بيته عليهمالسلام ، ولا سيما أدعية الإمام زين العابدين عليهالسلام في الصحيفة السجادية وفي غيرها ... فإنها جامعة لمطالب الدنيا والآخرة في جو واحد ، كتدليل على وحدة الانطلاقة فيهما معا. والله الموفق وهو حسبنا ونعم الوكيل.
* * *