الرؤية ، وهذا محال : ولكن المسألة لو كانت كذلك ـ أي في استحالة مجيء الله ـ لما كان هناك وجه لذكر الملائكة ، فإنه لا استحالة في إتيانهم ، لأنهم أجسام تروح وتجيء ، كما أنه لا معنى لكلمة : (وَقُضِيَ الْأَمْرُ) إلا أن يكون المراد به كما قال.
وإن افترضنا بالفرض المحال تحقق هذا الأمر ، فما الحاجة إليه ، بينما قضي كل شيء ولم يترك أي شيء؟! وهذا خلاف الظاهر ، لأنه يقتضي فرضا جديدا ، بينما ظهور الآية يدل على وحدة الموضوع والسياق ؛ والله العالم.
* * *
سل بني إسرائيل
قد يكون الحديث عن المستقبل في واقع هؤلاء الذين يتحدث الله عنهم بالزلل والانحراف ، غير كاف في إبعادهم عن ضلالهم ، فربما يكون للحديث عن الماضي ـ كتجربة حيّة للآخرين من موقع التجربة نفسها التي يعيشها هؤلاء ـ بعض الأثر. فقد كان تاريخ بني إسرائيل ماثلا أمام الناس في كل ما واجههم من قضايا الكفر والإيمان مع أنبيائهم ، وفي كل ما فعلوه ضد مسيرة النبوّة في تاريخهم القلق الدامي ؛ فلعل هذه الآية أرادت أن تطلب من هؤلاء الناس ، بأسلوب الطلب من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يجلسوا إلى بقاياهم ويسألوهم ، هل كان هناك نقص في البيّنات التي أنزلها الله عليهم؟! وليس المراد به الاستفهام ، بل المقصود هو تقرير الحقيقة من خلاله ، فإن الله قد أرسل إليهم رسلا كثيرين بالحجج الواضحة ، فكذبوا واستكبروا وواجهوا عقاب الله.