القاعدة الدينية ، وبإخراج الناس من دينهم وإضلالهم وإبعادهم عن الخط المستقيم ، هدفا يوميا لكل القوى المعارضة للدين ، من خلال الوسائل المتنوعة المادية والمعنوية ، مما يجعل من عملية الاستعداد للمواجهة عملا يوميا للمؤمنين لا مجال فيه للشعور بالأمن ، ولا للاستسلام والاسترخاء ، ولا للوقوف فيه على موقع هدنة.
وهذا ما واجهه المسلمون ، ولا يزالون يواجهونه ، من مخططات الكفر الذي يستهدف عزتهم وكرامتهم ومواردهم الطبيعية وثقافتهم ووعيهم الشامل للامتداد الديني في خط الحياة ، بمختلف الوسائل الثقافية والتربوية والسياسية والاجتماعية والعسكرية. وقد ساهم ذلك في كثير من الفجوات الواسعة في حاضر المسلمين ومستقبلهم ، وأدى إلى إحداث بعض الأوضاع الشديدة الباعثة على الاهتزاز والانحراف.
وقد يختلف الحال ، في ما لدينا من وسائل العمل ، عما كان الأمر عليه في صدر الدعوة الإسلامية ، ولكن المبدأ لا يزال واحدا من حيث الدوافع والأعمال. وذلك هو سبيل الوعي الإسلامي الذي ينطلق من فهم المسؤولية وفهم الواقع الذي يحيط به ، في ما يريده الله لعباده المؤمنين في الحياة.
* * *
الإيمان قيمة كبري
٤ ـ إن قضية الإيمان والكفر هي قضية الحياة الواسعة بكل امتدادها وعمقها ، فلا يمكن للإنسان أن يتسامح بها ، أو يعيش أجواء اللامبالاة معها ، أو يعتمد على عمل صالح بعيد عن خط الإيمان ، كما يفعله البعض ممن ينطلقون في تقييم الأعمال من موقعها الذاتي لا من موقعها الإيماني ، فيتحركون على أساس اعتبار الإيمان شيئا غير ذي قيمة كبيرة ، وقد يدفعهم