الإنسان في خارج نفسه كالمال والجاه والأهل والأمن الذي يحتاج إليه في حياته ، والضرّاء هي الشدة التي تصيب الإنسان في نفسه كالجرح والقتل والمرض (١).
وقال بعضهم : إنّ البأساء هي البؤس الثابت من داخله ، من الشدائد في العيش والابتلاءات النفسانية ، والضرّاء : الحادثة من الخارج.
(وَزُلْزِلُوا) : حركوا وأزعجوا إزعاجا شديدا شبيها بالزلزلة بما أصابهم من الأهوال. وأصل الزلزلة : من زلّ ، كررت اللفظة للدلالة على التكرار.
* * *
الجنة لا تنال بالاسترخاء أو بالتمنيات
هذه الآية من آيات الدعوة الموجهة إلى العاملين في سبيل الله ، الذين قد تضغط عليهم تحديات الكفر والانحراف ، فيتراجعون ، أو ينهزمون ، أو يضعفون أمامها ، أو يسقطون تحت عوامل اليأس. وربما كان جو الآية يوحي بأن شيئا من هذا القبيل قد حدث لبعض المسلمين الأولين في صدر الدعوة ، أو في ما بعد ذلك في الأجواء التي كان يخوض فيها الإسلام معركته المسلحة مع الشرك ، فربما يكون قد صدر من بعض المسلمين ضعف أو تذمر ، وربما كانوا يفكرون بإمكانية الحصول على الجنة من خلال الأعمال الخفيفة التي تدخل في نطاق العبادات أو ما أشبهها ، مما لا يكلف الإنسان تضحية كبيرة في النفس والمال ... فكانت هذه الآية توجيها حاسما يضع القضية في نطاقها الطبيعي من حركة العقيدة في الحياة ، فإن الجنة لا تنال بالتمنيات ، ولا تعطى بحالات الاسترخاء الإيماني الذي يعيش أحلام الجنة من دون أن يعمل لها ،
__________________
(١) تفسير الميزان ، ج : ٢ ، ص : ١٦٢.