الاية
(وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (١٨٦)
* * *
الدعاء .. في علاقة العبد بربه
ربّما كانت الأجواء التي عاشت فيها الآيات المتقدمة ، من تقوى الله التي ينطلق فيها الإنسان مع الصوم ، ومن شكر الله على ما أنعم به على الإنسان من نعمة الطاعة والرعاية والتيسير ... ربما كانت هذه الأجواء تحمل الكثير من الإيحاءات الحميمة التي تفتح قلب الإنسان على الله في محاولة للتقرّب إليه ، كوسيلة من وسائل الحصول على لطفه ومحبته ورضاه في كثير مما يهم الإنسان من شؤون حياته في تطلعاتها وأحلامها وآلامها ، وهذا مما يجعل القضية تلح على وجدان الإنسان ، في سؤال عميق عن طبيعة العلاقة التي تشد الخالق إلى مخلوقاته. فكانت هذه الاية تقريرا لروعة الألوهية التي انطلقت عظمتها وقوتها في رحمتها للعباد ، فهي قريبة الى كل آمالهم وآلامهم ومطامحهم ونوازعهم في شتى مجالات حياتهم ، تستمع إليهم في دعواتهم ،