(وَابْنِ السَّبِيلِ) : المنقطع به في السفر.
* * *
مناسبة النزول
جاء في الدر المنثور للسيوطي عن ابن عباس قال : ما رأيت قوما كانوا خيرا من أصحاب محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ما سألوه إلا عن ثلاث عشرة مسألة حتى قبض ، كلهن في القرآن ، منهن : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ) [البقرة : ٢١٩] ، و (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ) [البقرة : ٢١٧] ، و (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى) [البقرة : ٢٢٠] و (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ) [البقرة : ٢٢٢] ، و (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ) [الأنفال : ١] ، و (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ) [البقرة : ٢١٩] ، ما كانوا يسألون إلا عما كان ينفعهم (١).
ونلاحظ في هذه الرواية ، أولا : أن ابن عباس يؤكد على تحديد الأسئلة بالثلاثة عشر سؤالا ، فلم يسألوا عن شيء آخر غيرها ، وهو أمر يثير الغرابة باعتبار أن طبيعة القضايا التي طرحتها الدعوة الإسلامية ونوعية التحديات التي أطلقتها في الواقع ، والمشاكل التي أثارتها ، لا بد من أن تثير علامات استفهام كثيرة تتصل بالعقيدة والتشريع والحرب والسلم ونحو ذلك من الأمور الخاصة والعامة ، هذا بالإضافة إلى أن الآخرين من المشركين واليهود كانوا يثيرون أكثر من مسألة حول أكثر القضايا ، مما ينعكس على تصور المسلمين للإسلام في مفاهيمه ، كما أن الذين يدخلون في الإسلام لا بد من أن يحملوا في ذهنيتهم أكثر من علامة استفهام في الدين الجديد الذي دخلوا فيه.
وثانيا : إن رواية ابن عباس توحي بالذهنية الواقعية الجدية في الأسئلة
__________________
(١) الدر المنثور ، ج : ١ ، ص : ٥٨٦.