ماذا نستوحي من هذين النموذجين؟
أما ما نستوحيه من هذه الآيات فهو عدة أمور :
١ ـ أن نتعلم كيف نمنح الآخرين الثقة والتأييد والدعم ، من خلال المواقف لا من خلال الكلمات والمظاهر ، لأن الكلمات قد تخدع ، والمظاهر قد تغش ، ولكن المواقف التي تتحرك من خلال التجربة المريرة الصعبة لا تنطلق إلا من قاعدة الحق والإخلاص. ويبقى للآيات إيحاؤها العميق الذي يريد أن يعطي الفكرة من خلال عرض الصورتين المتقابلتين ، ليشعر الإنسان بأن للحياة أكثر من وجه وأن ظاهر الصورة قد لا يعبر عن واقعها في كثير من الحالات.
٢ ـ أن نلاحق هذين النموذجين في حركة الواقع ، من أجل أن نتابع الأول بالرفض والمواجهة من أجل إزاحته من واجهة الصورة في الحياة ، لتخليص الناس من فساده وبغيه وطغيانه واستكباره ، أما النموذج الثاني فنحاول متابعته بالتأييد والدعم والرعاية من أجل تقويته وتثبيته وتشجيع الإنسان على أن يحتذيه ويقتدي به في كل مواقفه ومنطلقاته ، لإفساح المجال أمام القيم التي يحملها والمواقف التي يمثلها أن تتحرك على الساحة بالخير والإصلاح والمحبة والإنسانية الودية الذكية.
٣ ـ أن نتمثل في وعينا المبادئ السلبية من الإفساد في الأرض ، وإهلاك الحرث والنسل ، لنجعل منها أساسا للتعامل السلبي مع كل البرامج السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية ، لنجابهها في ما نملكه من مواقع المجابهة كما نتمثل المبادئ الإيجابية التي تتلخص في أن يبيع الإنسان نفسه لله ابتغاء مرضاته ، لنؤكد الخط الإيجابي في الحياة السائر على هذا النهج في عملية تقوية وتأييد وتنمية ، مهما كانت الصعوبات التي تتحدانا ، والمشاكل