زمن السّلام
١ ـ إن الإسلام قد أقرّ فكرة «زمن السّلام» كحقيقة دينية مقدسة ، لتكون واحة زمنية يستريح فيها الناس من المشاكل والخلافات والحروب ، ويعيدون النظر في ما عاشوه ومارسوه في ضوء النتائج المرعبة التي تؤدي إلى إزهاق النفوس ، وتلف الأموال ، وتحطيم العلاقات الإنسانية على أساس الحقد والبغضاء. وبذلك ، تنفتح هذه العلاقات في اتجاه سليم يركز قواعد المحبة والسّلام ما أمكن ذلك ، وهكذا يمكن لهم أن يحصلوا في فرص السّلام على ما لم يحصلوا عليه في فرص الحرب. ولا بد للمسلمين من أن يأخذوا بهذا التشريع في علاقات الحرب والسّلام في المجالات التي يملكون فيها أمر تقرير أحدهما في المعركة ، ما لم يكن هناك ظروف ضاغطة تفرض فيها طبيعة الموقف أن يستمر القتال من أجل الوصول إلى نتائج حاسمة في نطاق القضية الإسلامية الكبرى.
* * *
التزاحم بين الحكمين
٢ ـ إن القاعدة العقلية التي أقرّها الفكر الإسلامي الفقيه ، انطلاقا من آيات الله وسنة رسوله ، تفرض اختيار الجانب الأهم في حسابات المصالح والمفاسد إذا تعارض حكمان شرعيان يأمرنا أحدهما بشيء وينهانا الآخر عنه ولم يكن هناك مجال لامتثالهما معا ، لأن الحكم الشرعي ينطلق من المصلحة الأساسية للإنسان ، من خلال ما ثبت لدينا من أن الأحكام تابعة للمصالح والمفاسد في متعلقاتها. فإذا رأينا المصلحة الأهم في جانب ، فمعنى ذلك أن الحكم الذي لا يصل الموقف فيه إلى هذا المستوى من الأهمية ، يفقد معناه في