وبالإنسان من موقع الخط الإسلامي المنفتح على وحي الله في أوامره ونواهيه التي تحمي الإنسان من نفسه ، كما تحمي غيره منه ، فيكون البر عنوانا للإنسان قبل أن يكون عنوانا للعمل ، لأن قيمة العمل تتحدد بمقدار ما يكون تجسيدا للإنسان.
(وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها) التي تفتح لكم كل مواقعها وجنباتها ، سواء في ذلك البيوت المادية أو الروحية والعملية. وربما كان من أظهر مصاديقها الأبواب التي تفتح شخصيات الناس ، لأن لكل إنسان بابا تدخل منه إلى عقله وقلبه وحياته ، مما يجعل من الضروري أن ندرس المدخل إلى عمق الشخصية في نقاط ضعفها وقوتها ، وفي مستواها الثقافي ، وتطلعاتها الروحية والمادية. فقد نلاحظ أن الكثير من المشاكل في المجتمعات الإنسانية انطلقت من عدم اكتشاف الأبواب الثقافية والروحية والاجتماعية التي تمثل المداخل الطبيعية إلى الواقع الداخلي للناس ، مما يجعل الإنسان بعيدا عن الفهم الحقيقي لإنسانية الآخرين في أوضاعهم الخاصة والعامة.
(وَاتَّقُوا اللهَ) وراقبوه في كل أموركم في ما تفعلون وتتركون ، (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) لأن التقوى التي تربط الإنسان بالله هي سبيل الفلاح في الدنيا والاخرة.
* * *
من وحي الاية
يمكننا أن نستوحي من الاية الفكرة التالية : وهي أن على الإنسان الذي يريد أن يجعل حياته في طريق البر ، أن ينظر إلى الأشياء الأساسية التي ترتكز على دراسة واعية لخط التقوى الذي يدفع الإنسان إلى الانطلاق في مجال الالتزام بأوامر الله ونواهيه والوقوف عند حدوده. وفي ضوء ذلك ،