(أَبْوابِها) : الباب : المدخل.
* * *
مناسبة النزول
جاء في أسباب النزول في قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ) قال ابن عباس : إن معاذ بن جبل وثعلبة بن عنمة وهما رجلان من الأنصار ، قالا يا رسول الله ، ما بال الهلال يبدو دقيقا مثل الخيط ، ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستدير ، ثم لا يزال ينقص ويدقّ حتى يكون كما كان ، لا يكون على حالة واحدة؟ (١)
وسيأتي الحديث في الجانب التفسيري أن هناك اعتراضا على هذا الوجه من الاحتمال في الاية ، وقد ناقشنا في هذا الاعتراض.
وجاء في أسباب النزول ـ في ما رواه السيوطي في الدر المنثور ـ قال : كانوا إذا أحرموا في الجاهلية أتوا البيت من ظهره. فأنزل الله : (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها) (٢).
وجاء في تفسير الكشاف : «كان ناس من الأنصار إذا أحرموا لم يدخل أحد منهم حائطا ولا دارا ولا فسطاطا من باب ، فإذا كان من أهل المدر نقب نقبا في ظهر بيته منه يدخل ويخرج ، أو يتخذ سلما يصعد فيه ، وإن كان من أهل الوبر خرج من خلف الخباء ، فقيل لهم : (وَلَيْسَ الْبِرُّ) ليس البر بتحرجكم من دخول الباب (وَلكِنَّ الْبِرَّ) بر (مَنِ اتَّقى) ما حرم الله»(٣).
__________________
(١) الواحدي ، أبو الحسن ، علي بن أحمد ، أسباب النزول ، دار الفكر ، بيروت ـ لبنان ، ١٤١٤ ه ـ ١٩٩٤ م ، ص : ٢٩.
(٢) الدر المنثور ، ج : ٢ ، ص : ٤٩١.
(٣) تفسير الكشاف ، ج : ١ ، ص : ٤٣٠ ـ ٣٤١.