اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) [فصلت : ١١] والمراد بالكلمة ، كما هو ظاهر ، الإجبار.
(خَيْرٌ) : نقيض الشر ، وهو النفع الحسن.
(شَرٌّ) : الشّر : الضرر القبيح.
* * *
لماذا لم يشرع القتال في بدء الدعوة؟
لم يكن القتال مفروضا على المسلمين ، أو مأذونا فيه لهم في صدر الدعوة الإسلامية في مكة ، فكانت وصايا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم للمؤمنين الذين يضطهدون ويعذبون ، تتلخص بالصبر ، والهجرة ، والتحمل ، والتضحية ... بل قد تصل إلى الإذن لهم بأن يقولوا ما يراد منهم أن يقولوه من كلمات الكفر تحت ضغط التعذيب والإكراه ، كما حدث لعمّار الذي نزلت فيه هذه الآية : (مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) [النحل : ١٠٦] بعد أن قال كلمة الكفر أمام حالة العذاب الصعبة.
ويمكن التوقف عند احتمالات أربعة حالت دون تشريع القتال في هذه المرحلة :
الأول : ربما كان ذلك خاضعا للمرحلة الأولى التي أراد الله لدينه أن ينطلق منها في حياة الناس ، فقد يبدو من الضروري أن يعيش المؤمنون الأولون المعاناة الداخلية والخارجية في ما يتعرضون له من ضغوط نفسية وحياتية من قبل المشركين. وقد يساهم ذلك في خلق جوّ من التساؤل والاهتمام والتطلع والتعاطف لدى الناس الآخرين من خلال المؤثرات المتنوعة