الذي يدعوهم إلى الرجوع إلى الإسلام من جديد.
وقد لا نستطيع أن نتعقل رفض الله إسلام المرتد ، بعد رجوعه عن الارتداد ، لا سيما إذا كان ارتداده لشبهة أو لنزوة أو لخضوعه لضغط عام أو خاص ، فإن الله يريد للناس أن يرجعوا إليه ، ويؤمنوا به ، ويلتزموا خطه في جميع الحالات ، ولا معنى للحديث عن قبول التوبة في الآخرة وعدم قبولها في الدنيا ، لأن التوبة في الدنيا هي الأساس في نتائج الآخرة ، حسب المستفاد من المنهج العام في القرآن في هذه الأمور.
وقد جاءت في السنة أحاديث كثيرة تدل على عدم قبول توبة المرتد إذا كان فطريا وقبولها إذا كان مليا ، وهناك نظرية فقهية تقول بعدم سقوط الحدّ عن المرتد الفطري ، حتى مع قبول توبته ، لأن ذلك مرتبط بفعلية ثبوت الحد عليه ، فيمكن إبقاء مسألة بينونة زوجته وتقسيم تركته وقتله على حالها حتى بعد التوبة ، فلو بقي على قيد الحياة ولم ينفذ فيه الحد ، كان له ما للمسلمين وعليه ما عليهم من الحقوق والواجبات. وهناك قول بقبول توبته ، بعد استتابته ، سواء كان فطريا أم مليا ، ويبقى إجراء الأحكام عليه في حال الإصرار على الارتداد ، وهذا بحث فقهي لا بد من أن يرجع فيه إلى الفقه ، فنحن هنا بصدد البحث التفسيري الذي يحاول استنطاق القرآن في المفهوم الإسلامي في هذه المسألة أو غيرها.
* * *
الدلالات والإيحاءات
ونريد هنا ـ في نهاية المطاف ـ أن نستوحي بعض ما يمكن استيحاؤه من هاتين الآيتين ، لتتحرك الفكرة في حياتنا كما تحركت في حياة المسلمين الأولين ، وذلك في ضمن نقاط :