(زَلَلْتُمْ) : تنحيتم عن القصد وعدلتم عن الطريق القويم. والزلة في الأصل : استرسال الرجل من غير قصد ، وقيل للذنب من غير قصد : زلة ، تشبيها بزلة الرجل.
(يَنْظُرُونَ) : النظر هنا بمعنى الانتظار. وأصل النظر : الطلب لإدراك الشيء. وإذا استعمل بمعنى الانتظار ، فلأن المنتظر يطلب إدراك ما يتوقع. وإذا كان بالعين فلأن الناظر يطلب الرؤية.
(ظُلَلٍ) : جمع ظلة ، وهي ما يستظل به من الشمس ، وسمي السحاب ظلة لأنه يستظل به.
(الْغَمامِ) : السحاب الأبيض الرقيق ، سمي بذلك لأنه يغمّ أي يستر.
* * *
الدخول في السلم : المعاني والإيحاءات
في هذه الآيات دعوة للمؤمنين بأن يدخلوا في الجو الإيماني الذي يحفظ لهم في الحياة الوحدة التي لا خلاف فيها ، فلا نزاع ولا خصام على أساس من تعاليم الإسلام وتوجيهاته ومفاهيمه وأحكامه. ولكن كيف نستفيد ذلك منها؟! هذا ما نحاول أن نعرضه ونستوحيه بتفصيل.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ) فإن الإيمان يفرض على صاحبه الالتزام بالخط الإلهي الذي رسمه الله في دينه ، في مناهجه وشرائعه.
وقد انطلقت الكلمات المفسرة في تحديد معنى كلمة (السِّلْمِ) بين ثلاثة اتجاهات ، فقد فسرها الكثيرون بالإسلام ، وفسرها البعض بالصلح أو ترك المنازعة والخلاف ، وفسرها آخرون بالطاعة التي تختزن معنى الاستسلام ، ويقصد بها استسلام الإنسان لربه بطاعته له وانقياده لأوامره ونواهيه ، بحيث