التي يثيرونها أمام القضايا التي يجهلون تفاصيلها ، أو تقع مثارا للجدل بين الناس ، فلا يسألون عن الأمور التجريدية التي لا علاقة لها بالعقيدة أو بالعمل ، لأنها لا تنفعهم في حياتهم الدنيوية والأخروية ، بل يسألون عما ينفعهم في ما يعتقدون أو ما يعملون ؛ حتى يكون للأفكار الجديدة في الأجوبة دور فاعل في إغناء التجربة الثقافية التي تبني لهم شخصيتهم الإسلامية الإنسانية ، وتركزها على قاعدة ثابتة من حقائق الدين والحياة.
وجاء في الدر المنثور عن ابن المنذر عن ابن حبان ، قال : «إن عمرا بن الجموح سأل النبيصلىاللهعليهوسلم : ماذا ننفق من أموالنا وأين نضعها؟ فنزلت : (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ) الآية. فهذا مواضع نفقة أموالكم» (١).
ونلاحظ أن الرواية ضعيفة ـ كما جاء في تفسير الميزان ـ وأنها لا تنطبق على الآية ، حيث لم يوضع فيها إلا السؤال عما يتصدق به دون من يتصدق عليه (٢).
وقد جاء في الدر المنثور أيضا ، الرواية عن ابن جرير ؛ وابن المنذر عن ابن جريج قال : «سأل المؤمنون رسول الله أين يضعون أموالهم؟ فنزلت : (يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ) الآية فذلك النفقة في التطوّع ، والزكاة سوى ذلك كله» (٣).
ونظيرها ، كما جاء في الميزان ، ما رواه عن السدي ، قال : يوم نزلت هذه الآية لم يكن زكاة ، وهي النفقة ينفقها الرجل على أهله ، والصدقة يتصدق بها ، فنسختها الزكاة» (٤).
__________________
(١) الدر المنثور ، ج : ١ ، ص : ٥٨٥.
(٢) انظر : تفسير الميزان ، ج : ٢ ، ص : ١٦٦.
(٣) الدر المنثور ، ج : ١ ، ص : ٥٨٥.
(٤) م. ن. ، ج : ١ ، ص : ٥٨٥.