الله باتباع عادات الكفرة واهل الجاهلية حتى يكون سيد الرسل (صلىاللهعليهوآلهوسلم) كذلك فنسبه النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) الى العمل بعادات اهل الجاهلية ، ونسبة الله الى امره نبيه بذلك نسبة قبيحة مخالفة للعقل والنقل من الكتاب والسنة توجب الخروج من الدين والبعد من الملة الاسلامية لا يجوز لمسلم ان يدعيها ولا يجترئ مؤمن على اعتقادها لمخالفتها الكتاب والسنة وضرورة العقل لكن ذلك ليس بكثير على الخصوم ، وحيث بطل ما ادعوا صح ان القصة دالة على ما ذكرناه من بيان مستحق مقام النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ومن لا يستحق دون ما ذكروه لبطلانه بالأدلة القطعية ونقول لهم ثانيا اذا كان بعث النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) عليا (عليهالسلام) ببراءة وعزله أبا بكر عنها كان جاريا على عادة العرب لأن عادتهم جرت بان ابلاغ العهود لا يكون الا للعاقد او احد من أقاربه كما قلتم وجب ان تجري الامامة ذلك المجرى فان العرب قد جرت عادتهم واستقرت بان مقام الرجل الشريف من بعد موته يكون لاقرب الناس إليه لا سيما من يقوم مقامه في حياته من ذوي قرابته ، ولم تجر عادتهم باعطاء مقامه الأباعد فوجب أن يكون الامام بعد النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) عليا (عليهالسلام) دون غيره على عادة العرب لأنه اقامه مقامه في حياته وهو أقرب الناس إليه ويجب لذلك ان يكون تخصيص الله ورسوله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) عليا بتبليغ براءة نصا منهما على ان عليّا (عليهالسلام) هو القائم مقام النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بعد وفاته دون باقي اقاربه لاقامته اياه مقامه في حياته فلا ينازعه احدا من اقارب النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في مقام النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، وأما ابو بكر فانه خارج بعادة العرب عن خلافة النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) على كل حال فما خرجت القصة على دعواكم عن كونها نصّا على استخلاف امير المؤمنين (عليهالسلام) بعد النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بلا فصل ،