السلام) طلحة بن ابي طلحة وهو المسمى كبش الكتيبة وكان صاحب راية قريش قتله مبارزة بعد ان تحاماه المسلمون وتأخروا عن البراز إليه ، ثم اخذ الراية غيره فقتله علي (عليهالسلام) أيضا ولم يزل يقتل واحدا بعد واحد حتى قتل تسعة نفر فانهزم المشركون ، واشتغل المسلمون بالغنائم فحمل خالد بن الوليد وضرار بن الخطاب الفهري واصحابهما على النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) فضربوه بالسيوف والرماح والحجارة وانهزم الناس عنه ما خلا عليا (عليهالسلام) فانه ما زال يجالد عنه حتى رد عنه المشركين ، وقتل جملة من فرسانهم وكان قتلاه قريبا من نصف المقتولين وقتل كل المسلمين النصف الآخر قال القوشجي : وجمع له الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بين اللواء والراية انتهى ونادى جبريل ذلك اليوم : (لا سيف الا ذو الفقار ولا فتى إلا علي (١).
وفي يوم الأحزاب حين ظن المسلمون بالله الظنون وزلزلوا زلزالا شديدا ، وأتى عمرو بن عبد ود يطلب المبارزة مرارا فاحجم عنه المسلمون وخافوا اشد الخوف والنبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) يحض المسلمين على مقاتلته ويحرضهم على منازلته ويعرض عليهم مبارزته فلم يجبه احد منهم الا علي فخرج الى عمرو فقتله وكفى الله المؤمنين القتال به وكان الفتح ذلك اليوم على يده وقال النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) (لضربة علي لعمرو خير من عبادة الثقلين) (٢) وقال حذيفة : والذي نفس حذيفة بيده
__________________
(١) المصدر السابق ١٠ / ١٨٢ ونداء جبرئيل (عليهالسلام) : (لا سيف الا ذو الفقار ولا فتى الا علي) رواه الطبري في التاريخ ٣ / ١٥ وكذلك ابن هشام في السيرة النبوية ٣ / ٥٢ والخوارزمي في المناقب ١٠٤ وسبط ابن الجوزي في التذكرة ص ١٧ عن فضائل الامام احمد بن حنبل وغيرهم.
(٢) في رواية الحاكم في المستدرك ٣ / ٣٢ والرازي في موضعين من تفسيره ج ٢ تفسير (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) وج ٣٠ في تفسير سورة القدر بهذا اللفظ (لمبارزة