لَعَمَلُهُ ـ يعني عليّا (عليهالسلام) ـ ذلك اليوم اعظم اجرا من عمل اصحاب محمد (صلىاللهعليهوآلهوسلم) الى يوم القيمة (١).
وفي غزوة خيبر وقد اخذ الراية ابو بكر فرجع مع اصحابه منهزمين خائفين ، ثم اخذها عمر من الغد ففعل مثل ذلك ، فقال النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) (لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله تعالى ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار لا يرجع او يفتح الله علي يديه) فدعا بعلي (عليهالسلام) وهو أرمد فاتى به فتفل في عينيه فبرأ من ساعته ، واعطاه الراية فمضى وقتل مرحبا فانهزم اصحابه اليهود وغلقوا الأبواب فاقتلع على الباب وجعله جسرا على الخندق وامسكه بيده حتى عبر عليه المسلمون فلما انصرفوا اخذه بيده ودحاه اذرعا وكان يغلقه عشرون رجلا وعجز جماعة من المسلمين عن نقله حتى نقله سبعون رجلا من أقويائهم وقال علي (عليهالسلام) (ما قلعت باب خيبر بقوة جسمانية ولكن قلعته بقوة ربانية) وكان الفتح على يده (٢) وروى الحافظ ابن عساكر الدمشقي ان عليّا (عليهالسلام) تترس بباب الحصن عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه وهذه الرواية موافقة لرواية اصحابنا.
وفي غزاة حنين وقد سار النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في اثني عشر
__________________
علي بن ابي طالب لعمر بن عبد ود يوم الخندق افضل اعمال امتي الى يوم القيامة).
(١) شرح نهج البلاغة ١٩ / ٦١ والكلمة في الشرح اطول وألطف مما في المتن.
(٢) قوله (عليهالسلام) : (ما قلعت باب خيبر بقوة جسمانية) الخ رواه الفخر الرازي في تفسير سورة الكهف بلفظ (جسدانية) وعلق عليه بقوله : «وذلك لأن عليا كرم الله وجهه في ذلك الوقت انقطع نظره عن عالم الأجساد واشرقت الملائكة بانوار عالم الكبرياء فتقوى روحه بجواهر الأرواح الملكية ، وتلألأت اضواء عالم القدس والعظمة ، فلا جرم حصل له من القدرة ما قدر بها على ما لم يقدر عليه غيره».