عن امير المؤمنين وصححوه عنه ورووا عنه أيضا ان قول رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) : (انكن كصويحبات يوسف) في عائشة وحفصة حيث امرت كل واحدة منهما بلالا ان يأمر اباها ان يصلي بالناس ، يعني ان صويحبات يوسف كذبن عليه في رميهن له بإرادة الفاحشة وان المرأتين كذبتا على رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في تأمير ابويهما بالصلاة فاذا صح عندهم النقل بهذا كله عن امير المؤمنين (عليهالسلام) كما هو عندنا وجب ان تكون دعوى امر رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) أبا بكر بالصلاة كاذبة لأن عليا (عليهالسلام) ينكرها وهو لا ينكر حقا ولا يكذب صدقا لأنه مع الحق دائما بنص الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لا ينكر ذلك ولا يرتاب فيه الا من ليس بمؤمن ولا مسلم وحيث ان عليا انكر صدور الأمر من رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لأبي بكر بالصلاة وجب ان يكون غير صادر ولا واقع وصح ان مدعيه مبطل.
الثانية انهم اتفقوا على ان أبا بكر وعمر وأبا عبيدة كانوا في بعث اسامة الا ما كان من شاذ متعصب من الرواة لا يعبأ به وقد اتفقت رواياتهم على ان رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) قد حثهم على المسير ونهاهم عن التأخير كما قدمنا رواية ذلك ، وهذا يدل على عدم جواز الأمر من النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لأبي بكر بالصلاة وذلك ان امر الحاضرين بالصلاة خلف رجل يقتضي يقينا كونه حاضر البلد متمكنا شرعا وعقلا من حضور المسجد غير ممنوع بشيء من الموانع ، وليس يجوز ولا يعقل ان يأمر الحاضرون بالصلاة خلف رجل غير حاضر البلد ، ولا متمكن من الحضور حالة الأمر في المسجد ، لأنه قد وجب عليه السفر شرعا فهو ممنوع من حضور المسجد ، فلو ترك الرحيل وحضر البلد لكان عاصيا واذا كان النبي (صلى
__________________
كلام نقله عن شيخه ابي يعقوب يوسف بن اسماعيل اللمعاني.