عالم) وهو في أحاديثنا كثير ، ثم ان الكلام يعطي بصريحه ان المراد به شخص واحد على الحقيقة لا جماعة واحد هم هكذا ، ويعطي أيضا بالصريح ان ذلك الشخص مغترب غير معروف بين الناس ، واذا كان مما لا يتم الاجماع بدونه عند الناس لزم ان يكون معروفا عندهم غير مجهول فلم يكن مغتربا البتة ، فاين اذن مصداق قوله عليهالسلام (مغترب) الخ.
واما ما ذكره عن الفلاسفة من ان المراد بالحجة هو العارف عندهم ، فذاك مما لا يعرف ولا يلتفت إليه وهل يرضى عاقل او يتصور فاهم ان يكون اراد امير المؤمنين (عليهالسلام) بحجة الله خليفة خلفاء انبيائه مثل ابي نصر الفارابي (١) وابي علي بن سينا (٢) وابي البركات البغدادي (٣) وشهاب الدين يحيى السهروردي (٤) واشباههم من اكابر فلاسفة الاسلام الذين اكثر اقوالهم مخالفة لنصوص الكتاب والسنة واجماع المسلمين؟ فهؤلاء هم العارفون بالفلسفة ، ولو كان مثل هؤلاء هو المقصود لما صدق قوله (عليه
__________________
(١) الفارابي ـ نسبة الى فاراب التركية ـ : ابو نصر محمد بن طرخان الحكيم المشهور ولد في فاراب ونشأ بها ثم انتقلت به الاسفار الى بغداد وحلب ودمشق وتوفي بها سنة ٣٣٩ ويلقب بالمعلم الثاني له كتب في الفلسفة والحكمة تخرج بها الحكماء كالرئيس ابي علي بن سينا وغيره.
(٢) ابن سينا ابو علي الحسين بن عبد الله بن سينا الملقب بالشيخ والرئيس ولد في بخارى من مؤلفاته الاشارات والقانون توفي بهمدان سنة ٤٥٨.
(٣) المراد يأبى البركات كمال الدين بن عبد الرحمن سكن بغداد وكان من ائمة النحو ثم اعتزل الناس وانقطع للعبادة الى ان توفي سنة ٥٧٧.
(٤) شهاب الدين السهروردي عمرو بن محمد بن عبد الله كان من اهل الرياضة والتصوف والعبادة وكان معاصرا للناصر العباسي ، اما يحيى السهروردي فهو يحي بن حبش ولقبه بهاء الدين صاحب كتاب حكمة الاشراق اتهم بانحلال العقيدة فافتى فقهاء حلب بقتله فقتل سنة ٧٨٥ بأمر الملك الظاهر بن صلاح الدين وعمره ستة وثلاثون سنة والله العالم بحاله والى الله ترجع الأمور.