تثبت العصمة.
الثاني ان الآية وردت مورد المدح ولا مدح في مطلوبية اجتناب الذنوب وانما المدح في اذهابها عن المكلف وتطهيره من مقارفتها وهو المعنى الأول فوجب ان يكون هو المراد لئلا يخرج ما هو مدح عن كونه مدحا فيثبت بذلك العصمة لمن عناهم الله بهذه الآية.
واما اهل البيت المعنيّون بهذه الآية فهم بالأصل النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وعلي وفاطمة والحسن والحسين ويدخل باقي الأئمة فيهم بالتبعية كما ارشدت إليه الأخبار الواردة في المهدي ، وقول النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) فيه تارة (انه من عترتي) وتارة (من اهل بيتي) اذ لا يصح ان يكون المهدي من اهل بيت النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وعترته وابوه وآباؤه ليسوا من العترة ولا من اهل البيت ، ونسبه انما اتصل بالنبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) من جهتهم ، بل يجب ان يثبت لهم من قرب النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ما ثبت له وزيادة لما لهم من قرب الولادة من الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، واقل الأمور المساواة فصح من ذلك دخول الأئمة (عليهمالسلام) في اهل البيت المعنيين بهذه الآية ونزول الآية فيمن ذكرنا مما اشتهر بين اهل العلم ، وصح عند اعيان المفسرين ، وشاع عند الأمة ، وصرح به المعتزلي فيما نقلناه عنه في بيان معنى العترة ، وتظافرت به الروايات من الفريقين وتواترت به الأخبار من الطرفين ، ولم ينكره محقق ولا ارتاب فيه فاضل ولم يدخل معهم غيرهم في هذه الآية الا شاذ من متعصبي الخصوم ، وهو ابن حجر في الصواعق حيث زعم ان المراد بالبيت في الآية ما يشتمل بيت نسب النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وبيت سكناه فتشمل الآية ازواجه ، ونقل هذا بعضهم عن الزمخشري والبيضاوي (١) وهو قول
__________________
(١) نقله الصبان في الاسعاف ص ١٠٨ عن الكشاف وتفسير البيضاوي بواسطة الصواعق