واعتذروا عن اخذ حقه بما اعتذروا مما هو مذكور هناك ومبين فيما مضى ، ويستفاد من هذا اتفاق الصحابة على ان اهل البيت في الآية المراد بهم النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وعلي وفاطمة والحسن والحسين وان البيت فيها بيت النبوة والرسالة وانها مختصة بهم لا يشاركهم فيها غيرهم ، فبطل بذلك ما ادعاه قوم من مشاركة الأزواج لهم (١) وفسد ما ادعاه عكرمة من اختصاص الآية بالأزواج لمخالفته الاجماع (٢) سابقا ولاحقا ، وكذا ما ادعاه بعض الخصوم من دخول اقارب النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وباقي بناته في الآية ، وروايتهم في العباس وبنيه لا تساعد على ذلك لأن فيها ستر العباس وبنيه بملاءة ودعا لهم بالستر من النار (٣) وهذا غير اذهاب الرجس والتطهير من الذنب وليست النجاة من النار مختصة باهل آية التطهير حتى يدخل فيها من دعا له النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بالستر من النار ، وانما اختصوا بالعصمة من الذنوب ، فالرواية على فرض صحتها لا تدل
__________________
(١) قال النيسابوري في غرائب القرآن ج ٢١ / ١٠ بعد ان ذكر اختصاصها باهل العباء بالاتفاق «يغلب على الظن دخولهن فيهم».
(٢) نقل ذلك الطبري في تفسيره ج ٢١ ص ٥ ـ ٧ عن عكرمة بعد ان روى بعدة طرق عن ابي سعيد الخدري وعائشة وانس وأمّ سلمة وابي الحمراء ، وواثلة بن الأصقع وابي هريرة وعمر بن ابي سلمة وسعد بن ابي وقاص ان المعنيين بهذه الآية رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم وروى أيضا ان أمّ سلمة لما رأت ان رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) تجلل هو وهم بالكساء قالت : يا رسول الله ادخلني معهم ، او انا منهم قال : (مكانك انت على خير).
(٣) الظاهر ان الرواية وضعت تزلفا لبني العباس ليقابلوا بها حديث الكساء ليرغموا بذلك انوف ابناء عمهم من العلويين حيث لم يجدوا طريقا لرد حديث الكساء لتواتره واشتهاره وانتشاره وحيث ان الواضع لم يجد من يشهد له بالتصديق استشهد بالجمادات وهي ان النبي حيث وضع الملاءة على العباس وبنيه ودعا لهم بالستر من النار أمنت على دعائه اسكفة الباب وحوائط البيت ثلاثا (انظر اسعاف الراغبين ص ١٠٧).