أتقول هذا لحبائب رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) (١) الخبر فانظر الى قول سعد في الرد على عثمان أتقول هذا لحبائب رسول الله فانه قاض بان الأزواج لسن داخلات في آية التطهير عند جميع الصحابة ، ولا كان دخولهن فيها معروفا فيما بينهم ، ولو كان ذلك كذلك لكان الواجب ان يحتج سعد على عثمان بالآية ويقول له أتقول هذا لأهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فانه اوضح في الحجة على عثمان حيث ادعا عليهما المعصية التي احلت له سبهما وعرض باصلهما كانه يريد الهجنة ، اي انهما ليستا من ذوات الشرف في النسب او غير ذلك ، فكان الاحتجاج عليه في رد قوله بما يصرح بطهارتهما عن الذنب الزم فضلا عن ان يكون اولى من الاحتجاج بانهما حبائب رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) فان كونهما من الحبائب لا يمنع صدور الذنب منهما فان عثمان أيضا بزعم سعد من احباء النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ولم يكن ذلك مانعا من صدور الذنب منه عنده ، والا لما انكر عليه قوله على ان عثمان ما ادعا عليهما الا صدور العصيان منهما المجوز سبهما وعلمه بضعف اصلهما ، فرد قوله بشهادة الله لهما بالتطهير اصرح في قطع حجته وابطال دعواه ، فترك سعد الاحتجاج بالآية لهما وتركهما الاحتجاج بها لأنفسهما مع شدة الاحتياج الى ذلك لكثرة ما شتمتا عثمان وشتمهما كما رواه الخصوم دليل صريح على ان الأزواج غير داخلات فيها وكذا قول عمر لابن عباس ، انما عنيت عظيمكم اهل البيت (٢) وقول المغيرة بن شعبة ا تنظران خيل الحلبة من اهل هذا البيت وسعوها في قريش تتسع (٣) دالان على ان اهل البيت قرابة النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) النسبية لا الأزواج ، وان ذلك هو المعروف بين اصحاب النبي (صلى الله
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٩ / ٥ عن الجوهري.
(٢) في محاورة جرت بينهما (انظر شرح نهج البلاغة ١٢ / ٢٠).
(٣) شرح نهج البلاغة ٦ / ٤٣.