عليه وآله وسلم) ، ويزيد ذلك وضوحا ما جرى بين عائشة وعلي (عليهالسلام) يوم الجمل من المخاصمات وتصريحه للناس بارتكابها المعصية وما جرى بينهما وبين عبد الله بن العباس من الملاحات حين دخل عليها بعد الهزيمة ، وما جرى بينها وبين عمار بن ياسر من المجادلة ونسبة الكل منهم اياها الى ارتكاب المعصية ولم تحتج على واحد منهم لبراءتها من المعصية بآية التطهير كما كان دائما يحتج بها علي وولده ، ويحتج لهم بها شيعتهم ، ولو وجدت شبهة تتعلق بها في دخولها في الآية وتصول بها على الطهارة لسارعت إليها وسبقت في انتهاز فرصتها كل سابق ولا دلت بها الى الناس ، لكنها لم تجد الى هذا سبيلا وشواهد هذا كثيرة جدا وقد مر جملة منها متفرقا في الكتاب وفيما ذكرناه هنا كفاية مقنع فقد اتينا فيه كما ترى بالفصل ليس بالهزل ، واوضحنا فيه نهج الحق ، وازحنا تعللات اهل الشك ، ومنه تعلم انه ليس في الصحابة ولا في ازواج النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) من يدعي ان آية التطهير يدخل فيها الأزواج فضلا عن كونهن مختصات بها كما قال عكرمة ، وان ادخالهن فيها انا هو قول مولد من بعض المتعصبين قصد به ابطال احتجاج اهل الحق على عصمة علي وفاطمة وابيهما حتى يساوي بينهم وبين من خالفهم وخاصمهم من ائمته ليحتمل الخطأ في كلا الطرفين فيرجع حينئذ الى.
ونسكت عن حرب الصحابة |
|
فالذي جرى بينهم كان اجتهادا مجردا |
وهيهات هيهات واني له بذاك وقد اسفر الصبح وصرح الحق عن النصح
ومما يدل على عصمتهم من الكتاب أيضا قوله تعالى : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) (١) فالمروي عن ابن عباس ان المراد بهم آل محمد ، وبه قال الفخر الرازي (٢) وجماعة من مخالفينا : والآل بالمعنى العام هم اهل الرجل وهم
__________________
(١) الصافات : ١٣٠.
(٢) تفسير الرازي ٢٦ / ١٦٣.