سادس ستة فما كانوا لولاية واحد منهم اشد كراهية لولايتي عليهم ، كانوا يستمعون عند وفاة رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) احاج (١) أبا بكر واقول يا معشر قريش انا اهل البيت احق بهذا الأمر منكم أما كان فينا من يقرأ القرآن ويعرف السنة ويدين يدين الحق فخشى القوم ان انا وليت عليهم الا يكون لهم من نصيب ما بقوا فاجمعوا اجماعا واحدا فصرفوا الولاية الى عثمان واخرجوني منها رجاء ان ينالوها ويتداولوها اذ يئسوا ان ينالوها من قبلي ، ثم قالوا هلم فبايع والا جاهدناك فبايعت مستكرها وصبرت محتسبا فقال قائلهم : يا بن ابي طالب انك على هذه الأمر لحريص فقلت : انتم احرص مني وابعد أينا احرص انا الذي طلبت تراثي وحقي الذي جعلني الله ورسوله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) اولى به أم انتم حين تضربون وجهي دونه وتحولون بيني وبينه ، فبهتوا والله لا يهدي القوم الظالمين ، اللهم اني استعينك (٢) على قريش فانهم قطعوا رحمي واكفئوا إنائي (٣) وصغروا منزلتي واجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به منهم فسلبونيه ثم قالوا الا ان في الحق ان تأخذه وفي الحق ان تمنعه فاصبر كمدا أو مت اسفا (٤) فنظرت فاذا ليس معي رافد ولا ذاب ولا ناصر ولا مساعد الا اهل بيتي فضننت بهم عن المنية ، فاغضيت على القذى وتجرعت ريقي على الشجى ، وصبرت من كظم الغيظ على امر من العلقم ، والم للقلب من حزّ الشفار ، حتى اذا نقمتم على عثمان اتيتموه فقتلتموه ، ثم جئتموني لتبايعوني فابيت عليكم وامسكت يدي فنازعتموني وبسطتم يدي فكففتها ، ومددتموها فقبضتها وازدحمتم علي حتى ظننت ان بعضكم قاتل بعض ، أو انكم قاتلي ، فقلتم بايعنا لا نجد
__________________
(١) في شرح النهج «لجاج».
(٢) وفيه «استعديك».
(٣) وفيه «واضاعوا إياي».
(٤) وفيه «اسفا حنقا».