ميراثه من النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، وهو قوله (عليهالسلام) (انا الذي طلبت تراثي وحقي الذي جعلني الله ورسوله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) اولى به) وهو نص مذهب اصحابنا الامامية وابن ابي الحديد يروى هذه الخطبة ويصححها ويعدل عما اشتملت عليه فلا يعمل به ، ولا يلتفت إليه كما هي عادته فيما يدل على مذهب الحق ويهدى الى سبيله ، من الأعراض عنه ، وترك دليله ، وصرح انه لم يبايع أبا بكر الا لخوفه على الاسلام من ارتداد من ارتد من العرب لا لأنه صحيح الامامة والا لبايعه قبل ذلك ، وصرح بان السبب الذي دعا القوم الى منعه من الخلافة علمهم انه اذا وليها لن ينالوها ابدا ، واذا كانت في غيره رجوا تداولها بينهم ، وصرح أيضا بانه بايع عثمان مستكرها حين قال له القوم : بايع والا جاهدناك ولم يجد عليهم ناصرا ، وصرح ان اولئك الجماعة من الظلمة حيث قال بعد ذكر حديثهم معه فبهتوا والله لا يهدي القوم الظالمين ، وهم في الحكم عند الخصوم سواء وكذا عندنا.
واما قوله في ابي بكر سدد وقارب واقتصد فنحن نقول بذلك فان أبا بكر لم يكن كثير الظلم للرعية ولسنا نقول انه مثل عثمان في احداثه ومعاوية في ظلم الناس وانما الداء الدوي فيه قعوده في منصب غيره بعلم منه وكذلك قوله (عليهالسلام) في عمر فكان مرضى السيرة ميمون النقيبة يريد انه كان عند الناس كذلك ، وكان مراده من وصف الرجلين مقابلتهما بعثمان ليبين ان سيرتهما كانت مرضية عند المخاطبين بخلاف عثمان فانه كان غير مرضي السيرة وظهر منه ما اوجب عند العامة قتله بما نقموه عليه من افعاله مع ما في ذلك من التقية واستصلاح العامة بمدح الرجلين وابطال دعوى معاوية في زعمه الطلب بدم الثالث لأن قتله انما كان لما نقمه عليه الناس من مخالفة الشيخين في السيرة فليس لمعاوية ان يطالب بدم رجل قتل بسبب اعدائه وهذا من احسن الاستصلاح والطف الاحتجاج.