وآله وسلم) قال : (النّجوم امان لأهل السّماء واهل بيتي امان لأمّتي) (١) وفي رواية اخرى (اهل بيتي امان لأهل الأرض فاذا هلك اهل بيتي جاء اهل الارض من الآيات من كانوا يوعدون) (٢) قال في اسعاف الراغبين وهو من اشد المخالفين بعد نقل هذه الاخبار وقد يشير الى هذا المعنى قوله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) (٣) قيام اهل بيته مقامه في الأمان لأنهم منه وهو منهم كما ورد في بعض الطرق انتهى (٤).
اقول وهذه الأخبار صريحة في انه ما دام التكليف باقيا فلا بدّ من شخص من العترة يؤمن به اهل الأرض من الاختلاف وان الأرض لا يمكن خلّوها من شخص بهذه المثابة ولو خلت منه لهلك اهلها وذهبوا ، فهم امان لأهل الأرض من الهلاك والاختلاف ، وليس كذلك الا من ذكرناه وهو الامام المنصوب من قبل الله لبيان الأحكام ورفع الاختلاف وازالة الاشتباه عن المكلفين في الحلال والحرام لا مع جميع قرابة النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) اذ ليس كلهم ممن يرضى مذهبه ويحمد طريقه.
وبالجملة انّه لا يصلح لرفع الاختلاف ويكون امانا منه ومن الهلاك للعباد الا من هو مؤيد من الله بالالهام ومخصوص من النّبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بالاعلام لا يتغيّر علمه ولا يتبدّل حكمه وما سواه لا يكون كذلك كما هو ظاهر ، وهذا تصديق ما روي عن ائمتنا (عليهمالسلام) في هذا المعنى روى الشّيخ الجليل محمّد بن يعقوب الكليني عن عليّ بن ابراهيم عن محمّد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن ابي بصير عن احدهما
__________________
(١) رواه الحاكم في المستدرك ٣ / ٤٥٨ وفيه «ذهب» مكان «هلك».
(٢) رواه بهذه الصورة المحب في الذخائر ص ١٧.
(٣) الانفال : ٣٣.
(٤) اسعاف الراغبين ص ١٢٩ ويلاحظ أن المؤلف نقل كل تلك الأحاديث عن الاسعاف.