فنقل عنه صلىاللهعليهوآله في كتاب «أعلام الدّين» :
«إِيَّاكُم وَفُضُولَ المَطْعَمِ فَإِنّهُ يَسِمُ القَلْبَ بِالقَسوَةِ وَيُبْطِئ بِالجَوارحِ عَنِ الطّاعَةِ وَيَصُمُّ الهِمَمَ عَنْ سِماعِ المَوعِظَةِ».
«فضول الطعام» : يمكن أن تكون إشارةً لإدخال الطعام على الطعام ، والأكل الزّائد عن الحاجة ، أو أنّها تدل على تناول الطّعام المتبقي من الوجبات السّابقة ، أي بقايا الطعام الفاسد ، وعلى أيّة حال ، فإنّ الحديث يدل على علاقة التّغذية بالمسائل الأخلاقية ، التي تُؤطّر سلوك الإنسان في حركة الحياة.
وورد هذا المعنى أيضاً في بحار الأنوار الذي نقل الحديث عن رواة أهل السنة ، ونقلوه أيضاً عن الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله (١).
ويستفاد من هذا الحديث ثلاثة امور :
١ ـ إنّ الأكل الزائد يُقسّي القلب.
٢ ـ ويقعد الإنسان عن العبادة في دائرة الكسل والاسترخاء.
٣ ـ يُصمّ آذانه في مقابل الوعظ ، فلا تؤثر فيه النّصيحة والموعظة في خطّ التربية ، وهذا الأمر ملموس فعلاً ، فإنّ الإنسان يثقل عند الأكل الكثير ، ولا يكاد أن يؤدّي عبادته من موقع الشّوق والرّغبة ، ولا يبقى لديه نشاط في خطّ العِبادة ، وبالعكس في حالة ما إذا تناول طَعاماً خفيفاً ، فسيكون دائماً على نشاطٍ في حركة الإيمان ، ويؤدّي عباداته ووظائفه في وقتها المعين لها.
وكذلك بالنّسبة للصّيام ، فهو يرقّق القلب ويهيئ الإنسان لقبول المواعظ ، وبالعكس عند ما يكون الإنسان مليء البطن ، فإنّه لا يكاد يفكر في شيءٍ من عوالم الغيب ، ولا يعيش في أجواء المَلكوت.
١١ ـ وقد بيّنت الأحاديث الشريفة أيضاً ، علاقة العسل بصفاء القلب ، فنقل عن أمير
__________________
١ ـ بحار الأنوار ، ج ٧٤ ، ص ١٨٢.