وهو إشارة لتلك الإنعكاسة الربّانية ، التي تتجلّى في العبد جرّاء العِبادة الخالصةِ ، المنفتحة على الله ، حيث يصل بواسطتها إلى درجاتٍ من الرّقي والكمال ، بحيث يمكنه معها السّيطرة على الكَون ، ويكون صاحبٌ بالولاية التَّكوينيّة ، أو هو : كالحديد الأسود ، الذي يحمّر جرّاء مجاورته لِلنار ، وهذه الحرارة والنّورانية ليست من ذاته ، لكنّها من معطيات تلك النار.
ومنها نعود لِلقرآن الكريم ، لنستوحي ممّا فيه من آياتٍ حول العبادة ، وما لها من دورٍ في تنمية الفضائل الأخلاقية :
١ ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(١).
٢ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(٢).
٣ ـ (وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ)(٣).
٤ ـ (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً* إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً* وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً* إِلَّا الْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ)(٤).
٥ ـ (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها)(٥).
٦ ـ (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)(٦).
٧ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)(٧).
تفسير وإستنتاج :
تتحرك الآيات الآنفة الذّكر ، لتؤكّد لنا حقيقةً واحدةً ، ألا وهي ، أنّ كلّ إنسانٍ يريد
__________________
١ ـ سورة البقرة ، الآية ٢١.
٢ ـ سورة البقرة ، الآية ١٨٣.
٣ ـ سورة العنكبوت ، الآية ٤٥.
٤ ـ سورة المعارج ، الآية ١٩ إلى ٢٤.
٥ ـ سورة التّوبة ، الآية ١٠٣.
٦ ـ سورة الرّعد ، الآية ٢٨.
٧ ـ سورة البقرة ، الآية ١٥٣.