الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله [العلي العظيم](١).
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الصلوات كفارات الخطايا ، واقرءوا إن شئتم : (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ).
وعن ابن عباس : (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) قال : الصلوات الخمس (٢).
وعن جابر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات» (٣).
والأخبار في هذا كثيرة.
وقال بعضهم : فيه ذكر أربع صلوات ، يقول : (طَرَفَيِ النَّهارِ) : الفجر والعصر (وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ) : المغرب والعشاء.
وقد جاءت الآثار في أن الحسنات هن خمس صلوات.
وقوله : (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) قال بعضهم : فعل الصلوات نفسها ، وهو ما ذكرنا من الأخبار إن ثبت.
وقال بعضهم : نفس الصلاة لا تكفر ، ولكن تذكر ما ارتكب من الذنوب فيندم عليها ؛ فذلك يكفر ، وهو كقوله : (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ ...) الآية ، أخبر أن الصلاة تنهى ، ولا تنهى إلا بعد أن تذكر ذلك.
وقال بعضهم قوله : (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ) ؛ أي : تمنع عن الفحشاء ؛ أي : ما دام فيها.
ويحتمل قوله : (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) الصلوات وغيرها من الحسنات ؛ فيه إخبار أن من الحسنات [ما يكفر](٤) شيئا من السيئات ، والله أعلم.
وقوله : (ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ ذلِكَ) الذي سبق ذكره (ذِكْرى) عظة للمتعظين.
__________________
(١) أخرجه ابن جرير بمعناه (٧ / ١٣٠) (١٨٦٧٥ ، ١٨٦٧٦ ، ١٨٦٧٧) ، وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٦٤٠) وزاد نسبته لأحمد والبزار وأبي يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه ، ونسبه صحيح عن عثمان بن عفان.
(٢) أخرجه ابن جرير (٧ / ١٢٩) (١٨٦٤٤ ، ١٨٦٦٧ ، ١٨٦٧٣) وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٦٣٧) وعزاه لعبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ عن ابن عباس.
(٣) أخرجه مسلم (١ / ٤٦٣) كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب «المشي إلى الصلاة تمحى به الخطايا وترفع به الدرجات» (٢٨٤ / ٦٦٨) ، وأحمد (٣ / ٣٠٥ ، ٣١٧ ، ٣٥٧) ، وعبد بن حميد (١٠١٤) ، والدارمي (١١٨٦).
(٤) في أ : تكفر.