قلنه هن ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (إِنَّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ).
حيث خانت زوجها.
أو (فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ، أي : في حيرة من حبه ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَ).
أي : بقولهن المكر : هو الأخذ في حال الأمن ، وهو الخيانة فيما اؤتمن واستكتم ؛ فهذه كأنها استكتمت سرّها وحبّها ليوسف عن الناس ، وأفشت ذلك لنسوة في المدينة ، على أن يستكتمن عن الناس ، فأفشين عليها ذلك ؛ فذلك المكر الذي سمعت ، والله أعلم.
إلى هذا ذهب بعض أهل التأويل.
وأمكن أن تكون المرأة لم تفش سرها إليهن ، لكن بعض خدمها التي اطلعت على ذلك هي التي أفشت إليهن ، فأفشين هن ذلك ، فلما سمعت ذلك منهن أرسلت إليهن : إمّا تنويشا ودعاء للضيافة ، وإما استزارة يزرنها ، وأما قول أهل التأويل : إن النسوة كانت امرأة الخباز والسّاقي ؛ ولا أدري من ما ذا ، فذلك لا نعلمه ، وليس لنا إلى [معرفة](١) ذلك حاجة.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً) قال الحسن : متكأ : طعاما وشرابا (٢) وتكأة.
وقال بعضهم : الأترنج والترنج (٣).
وقال بعضهم : متكأ : وسائد وما يتكأ عليه (٤).
وقال أبو عوسجة : متكأ : ممدودا ؛ يعني : هيئات المجلس وما يتكأ عليه.
__________________
(١) سقط في ب.
(٢) أخرجه ابن جرير (٧ / ٢٠٠) (١٩١٨٧ ، ١٩١٨٨) ، وذكره السيوطي في الدر (٤ / ٢٩) وعزاه لابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير ، ولابن جرير وأبي الشيخ عن الضحاك.
(٣) أخرجه ابن جرير (٧ / ٢٠٠) عن كل من : ابن عباس (١٩١٨٤ ، ١٩١٨٥) ، ومجاهد (١٩١٩١ ، ١٩١٩٥) ، وليث عن بعضهم (١٩١٩٧).
وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٢٨) وزاد نسبته لابن مردويه عن ابن عباس ، ولمسدد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه من طريق آخر عنه ، ولابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد ، ولأبي عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ من وجه آخر عن مجاهد ، ولابن أبي حاتم وأبي الشيخ عن سلمة بن تمام ، ولأبى الشيخ عن أبان بن تغلب.
(٤) ذكره البغوي في تفسيره (٢ / ٤٢٣) ، وذكره أبو حيان في البحر (٥ / ٣٠٢).