(١٣) قوله : (وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ) وفي ذلك زجر عن المخالفة باتباع هوى غيره.
(١٤) قوله : (وَاحْذَرْهُمْ) وهذا تأكيد على محافظة الحكم بما أنزل الله ، وأنه يستعمل الحذر ، والبعد عن أسباب الخديعة.
(١٥) قوله : (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّما يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ) لأن المعنى : إن تولوا عن قبول حكمك لما أنزل الله فيتوقعون الإصابة من الله.
(١٦) قوله تعالى : (بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ) فنكر هذا الذنب لقيامه مقام الذنوب الكثيرة ، وفي تنكير الذنب تعظيم لحاله.
قال جار الله (١) : وفي معنى التنكير هنا ما في قول لبيد :
تراك أمكنة إذا لم أرضها |
|
أو يرتبط بعض النفوس حمامها |
أراد نفسه ، وإنما أراد تفخيم شأنها بالإيهام ، كأنه قال : نفسا كبيرة أيّ نفس ، كما أن التنكير يعطي معنى التكثير.
قال صاحب الحواشي : ومثل هذا قوله تعالى : (وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ) أراد محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقيل : ذلك من الخصوص الذي أريد به العموم ، وقيل : أراد العذاب في الدنيا ، وأما في الآخرة فإنه يعذب بجميع الذنوب.
(١٧) قوله : (وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفاسِقُونَ) وهذا تسجيل عليهم بالمخالفة.
(١٨) قوله : (أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ) وهذا توعد لهم على ما أرادوه من حكم الجاهلية.
__________________
(١) الكشاف ١ / ٦١٩.