عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلكِنْ ذِكْرى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) [الأنعام ٦٨ ـ ٦٩]
النزول
قيل : كان المشركون إذا جالسوا المؤمنين وقعوا في رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فنهى الله سبحانه المؤمنين عن مجالستهم.
قال ابن عباس : فلما نزلت قال المسلمون : فإنا نخاف الإثم حين نتركهم ولا ننهاهم ، فنزلت (وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ).
وقيل : كانوا يتواصون ، ويقولون : إذا رأيتموه يصف دينه ـ فالغوا فيه لعلكم تغلبون.
ثمرة الآية أحكام :
الأول : وجوب الإعراض عن مجالسة المستهزئين بآيات الله ، أو بحججه ، أو برسوله ، وأن لا يقعد معهم ؛ لأن في القعود عدم إظهار الكراهة ، وذلك لأن التكليف عام لنا ولرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإنما يجب الإعراض ، وترك الجلوس معهم إذا لم يطمع في قبولهم ، فإذا انقطع طمعه فلا فائدة في دعائهم ، ويجب القيام عن مجالسهم إذا عرف أن قيامه يكون سببا في ترك الخوض ، وأنهم إنما يفعلونه مغايظة للواقف ، أو كان وقوفه يوهم عدم الكراهة (١).
الحكم الثاني : جواز مجالسة الكفار مع عدم الخوض ؛ لأنه إنما أمر بالإعراض مع الخوض ، وأيضا فقد قال تعالى : (حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ).
__________________
(١) وكذا يحرم عليه الوقوف ما دام الخوض المنهي عنه ، وإن خلا عن الوجهين المذكورين ، وهو ظاهر الآية. (ح / ص).