الرضاء بحالهم ، ووجوب التذكير بالقرآن ، والمراد حيث يطمع في رجوعهم.
قال قتادة : هذه منسوخة بآية السيف.
وقال مجاهد وغيره : ليست بمنسوخة ، ولكن ذلك تهديد لهم ، وصححه الحاكم ، ويكون الترك فيه ما سبق (١).
ومعنى (اتَّخَذُوا دِينَهُمْ) يعني : ما أمروا به وهو الإسلام ، وقيل : أعيادهم ؛ لأن الله سبحانه جعل لكل قوم عيدا يعظمونه بذكر الله والصلاة ، وهؤلاء الكفار من أهل الكتاب وغيرهم ، جعلوا عيدهم لهوا ولعبا ، وقد تكلم في هذا بطرف من الكلام لبعضهم : يا أخي ما ينفعك خروجك إلى الجبانة ، ولم تخرج من الغش والخيانة ، ما تنفع هذه الثياب البيض ، والقلب بحب الدنيا مريض ، شعرا :
أي عيد لمن جفاه الحبيب |
|
أي عيش بلا حبيب يطيب |
غاب عن عبدي السرور فما لي |
|
بعده من سرور عيدي نصيب |
وللعيد أمور خص بها ، إحياء ليلته بالتهجد ، وإكثار الصدقة في يومه ، والتواضع بالمشي إليه (٢) ، كما جاء في (٣) ذلك من جهة الرسول عليهالسلام ، ومن جهة أمير المؤمنين.
روي أن علي بن موسى كان يمشي إلى العيد والناس خلفه.
__________________
(١) هو داود بن حمدين المقبور بالمسجد المسمى باسمه بمدينة ثلا.
(٢) في وسط سورة النساء في قوله تعالى (فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) والذي سبق أنه إن فسر بأن المراد أعرض عنهم ، إذلالا لهم ، يعني : لا تؤنسهم ، فهذا ثابت. الخ
(٣) أي : إلى صلاة العيد.