شربت الإثم حتى زال عقلي |
|
كذاك الإثم يذهب بالعقول |
الثالث : قوله تعالى : (وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِ) والبغي عبارة عن الظلم ، والتطاول على الناس.
وأما قوله : (بِغَيْرِ الْحَقِ) فقال الحاكم : إنما قال ذلك لأن البغي قد يخرج عن كونه ظلما ، إذا كان بسبب جائز كالقصاص ، يعني : قد تكون صورته صورة البغي ، وقيل : ذكر ذلك تأكيدا كقوله تعالى : (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ).
قال الحاكم : ويدخل في البغي ما يفعله البغاة ، والخوارج ، والأمراء ، والحكام ، إذا انتصروا بغير حق.
الرابع : قوله تعالى : (وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً) يدخل في الشرك كل عبادة لغير الله ، وكذلك أنواع الرياء.
وقوله تعالى : (ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً).
قال جار الله : فيه تهكم ؛ لأنه لا يجوز أن ينزل سلطانا وبرهانا ؛ بأن يشرك به غيره (١).
الخامس قوله تعالى : (وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) أي : تقولوا على الله افتراء عليه وكذبا ، قيل : في الشرك ، وقيل : في التحليل والتحريم ، وقيل : عام ، ورجحه الحاكم.
قال : ويدخل في ذلك كل بدعة وضلالة ، وفتوى بغير حق ، وشهادة زور.
قوله تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ) هذا فيه دلالة على أن الكذب على الله وتكذيبه كبيرة ، فينقض الوضوء ولكن ذلك مع التعمد.
__________________
(١) الكشاف : ٢ / ٧٧.