وقيل : ذا ضيعة وغير ضيعة ، وقيل : أصحاء ومرضى.
وقيل : أخفاء من السلاح وثقالا به.
واختلف المفسرون هل في الآية نسخ أم لا؟ فقيل : إن فيها نسخا بقوله تعالى : (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ).
وعن ابن عباس : نسخ النفير عن الضعيف بقوله تعالى في هذه السورة (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى).
وقيل : لا نسخ فيها ، ذكره القاضي ابن أبي النجم في كتابه : (البيان).
قال عبد الله بن الحسين في قول من قال : إن فيها نسخا : إن هذا قول مدخول فاسد ، وهي ناسخة غير منسوخة ، وإنها مؤكدة بوجوب الجهاد على الثقيل والخفيف وإنها رادة لقول من قال : إن فينا الخفيف والثقيل.
وقال في الكشاف : وعن صفوان بن عمرو : كنت واليا على حمص فلقيت شيخا كبيرا قد سقط حاجباه من أهل دمشق على راحلته يريد الغزو فقلت : يا عم لقد أعذر الله إليك ، فرفع حاجبيه وقال : يا بن أخي استنفرنا الله خفافا وثقالا إلا أنه من يحبه الله يبتليه.
وعن الزهري : خرج سعيد بن المسيب إلى الغزو وقد ذهب إحدى عينيه ، فقيل له : إنك عليل صاحب ضرر (١) فقال : استنفر الله الخفيف والثقيل ، فإن لم يمكنني الحرب كثرت السواد وحفظت المتاع.
ولكن كلام المفسرين في قوله : (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ) إلى آخرها أن الأعذار المذكورة مسقطة لوجوب الجهاد على أهلها إشارة إلى نسخ هذه أو تأويلها.
__________________
(١) في الكشاف (ضرر) وفي النسخة أ(مرض).