وقال ابن عرفة : البرج : البناء العالي. وأنشد للأخطل (١) : [من البسيط]
كأنها برج روميّ يشيّده |
|
لزّ بجصّ وآجرّ وأحجار |
وقيل : بروج السماء : كواكبها العظام. وثوب مبّرج : عليه صورة البروج ، كثوب مرجّل فيه صورة الرجال. ومنه اعتبر معنى التّحسين ، فقيل : تبرّجت المرأة أي تحسّنت. وقيل : ظهرت من برجها ، ويرشّحه : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ). البرج (٢) : سعة العين. قال الراغب وقال الهرويّ : تباعد ما بين الحاجبين وظهوره. قلت : ما ذكراه يحتمل : فإن كلا منهما يمدح به ، ألا ترى أنّ العين توصف بالنّجلاء وهي المتّسعة ، وتوصف المرأة بالبلج وهو تباعد ما بين حاجبيها؟ وقول ذي الرّمّة (٣) : [من البسيط]
بيضاء في برج صفراء في غنج |
|
كأنّها فضّة قد مسّها ذهب |
يحتمل ما قالاه.
ب ر ح :
البراح : المكان المتّسع الظاهر الذي لا بناء به ولا شجر ، ومنه براح الدار ، واعتبر فيه الظهور فقيل : فعل ذلك براحا أي ظاهرا غير خفيّ. وبرح الخفاء : يظهر كأنّه صار في مكان براح يراه الناس. وبرح : ذهب في البراح ، ومنه البارح للرّيح الشديدة.
والبارح من الظباء والطير أيضا ، ولكنّ البارح يتشاءم به لأنّه ينحرف عن الرامي إلى جهة لا يمكن فيها الرّمي ، ويجمع على بوارح. والسانح : يتيمّن به لأنه يقبل من جهة يمكن الرامي فيها الرمي.
وبرح : يثبت فيه البراح أيضا ، ومنه : (لا أَبْرَحُ)(٤) قال الراغب (٥) : وخصّ بالإثبات
__________________
(١) ديوان الأخطل : ١١٣ ، الغريبين : ١ / ١٤٩.
(٢) في الأصل : التبرّج ، وفي المفردات : البرج ، والضبط من الجمهرة (١ / ٢٠٨) ، ويصفه ابن دريد فيقول : البرج نقاء بياض العين وصفاء سوادها. ويتوسع ابن منصور في وصفه أكثر.
(٣) وروي الصدر في الديوان (١ / ٣٣) :
كحلاء في برج صفراء في نعج
(٤) ٦٠ / الكهف : ١٨.
(٥) المفردات : ٤٢.