ج ب ر :
الجبر في أصل اللغة : إصلاح الشيء بضرب من القهر ، ويقال تارة لمجرّد الإصلاح. وعليه قول عليّ رضي الله عنه : «يا جابر كلّ كسير ومسهّل كلّ عسير». وقالوا للخبز : جابر بن حبّة ، وأخرى لمجرّد القهر ؛ وعليه قوله عليه الصلاة والسّلام : «لا جبر ولا تفويض». قال (١) : [من الرجز]
وانعم صباحا أيّها الجبر
جعله نفس الجبر مبالغة. ويجوز أن يطلق عليه لمجموع المعنيين ، لأنّهما من شأن السلطان.
والإجبار / في الأصل : حمل الغير على أن يجبر الآخر ، لكن تعورف في الإكراه المجرّد نحو : أجبرته على كذا. وسمّي الذين يدّعون أنّ الله يكره عباده على المعاصي في عرف المتكلمين مجبرة ، وفي عرف القدماء جبرية ، وجبريّة.
يقال : جبرته على كذا وأجبرته عليه. وجبرته أي أصلحته ، فانجبر واجتبر. وجبر بمعنى المطاوعة. قال (٢) : [من الرجز]
قد جبر الدّين الإله فجبر
وهذا قول أكثر أهل اللغة. وقال بعضهم : قوله : فجبر ، ليس مذكورا على معنى الانفعال أي المطاوعة ، بل على معنى الفعل ، وإنما كرّره تنبيها بالأول على ابتداء إصلاحه ، وبالثاني على تتميمه ، كأنّه قال : قصد جبر الدّين وإصلاحه ، فابتدأ به فتمّم جبره ، لأن فعل تارة يقال لمن ابتدأ بفعل ، وتارة لمن فرغ منه.
والجبّار في صفة الإنسان غالبا للذمّ كقوله تعالى : (وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)(٣) ،
__________________
(١) قاله ابن أحمر ، كما في اللسان ـ مادة جبر ، وهو من شواهد الراغب (ص ٨٦) وصدره :
اسلم براووق حييت به
(٢) الرجز للعجاج : ٢ / ١. وقد جمع فيه بين المتعدي واللازم.
(٣) ١٥ / إبراهيم : ١٤.