تكون سميت بذلك لمجيئها من جنب الكعبة ، أو لذهابها عنه لوجود المعنيين فيها. وجنبت الريح : هبّت جنوبا. وجنبت زيدا : أصابته الجنوب. وأجنب : دخل فيها. وسحابة مجنوبة : هبّت عليها. وجنب فلان خيرا أو شرّا إلا أنّه متى أطلق لا يكون إلا عن الخير. ويقال ذلك في الخير والدّعاء. وجنب الحائط وجانبه : ناحيته.
ج ن ح :
قوله تعالى : (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ)(١) أي مالوا (فَاجْنَحْ لَها) أي مل. وأصله من : جنحت السفينة أي مالت بأحد (٢) جانبيها ، وجانباها : جناحاها. وأصل هذا من جناح الطائر ؛ قال تعالى : (وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ)(٣). وجنحت الطائر : أصبت جناحه ، ثمّ عبّر عن جانبي الشيء بجناحيه ؛ فقيل : جناحا الإنسان ليديه ، كما قيل لجناحي الطائر يداه على الاستعارة فيهما. وجناحا السفينة ، وجناحا الوادي ، وجناحا العسكر.
وقوله : (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ)(٤) أي ما بين إبطك وعضدك. وقوله : (وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِ)(٥) ، استعارة بديعة ، وذلك أنه لما كان الذلّ ضربين ؛ ضرب يرفع الإنسان وضرب يضعه ، وكان المقصود في هذا المكان جهة الرفع قيل جناح الذلّ ، كأنه قيل : استعمل الذّلّ الذي يرفعك عند الله من أجل الرحمة أو من أجل رحمتك لهما (٦). وجنح البعير في سيره : أسرع ، كأنهم تصوّروا له جناحين.
وجنح الليل : أقبل بظلامه ، والجنح قطعة من اللّيل مظلمة. والجناح : الإثم ، وأصله ما يميل بك عن الحقّ. ومنه الجوانح : وهي عظام الصدر المتّصلة رؤوسها في وسط الزّور ، والواحدة جانحة سميت بذلك لميلانها. وعصا الرّجل تسمى بالجناح لاستعانته بها ؛
__________________
(١) ٦١ / الأنفال : ٨.
(٢) في الأصل : بإحدى.
(٣) ٣٨ / الأنعام : ٦.
(٤) ٢٢ / طه : ٢٠.
(٥) ٢٤ / الإسراء : ١٧.
(٦) في الأصل : لهم.