أبو جهل. أو بغايتها وقصارى أمرها (١) وكقولهم في قوله تعالى : (وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ)(٢) هي كلمات : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، إلى غير ذلك مما ليست موضوعة له لغة. استخرت الله القويّ ، الذي ما ندم مستخيره ، واستجرت الله بكرمه ، الذي ما خاب مستجيره ، في أن أحذوا حذو القوم ليتمّ عليّ بركتهم ، وألحق بالحشر في زمرتهم. فأذكر المادة ـ كما ستعرف ترتيبه مفسّرا معناها. وإن عثرت على شاهد من نظم أو نثر أتيت له تكميلا للفائدة. وإن كان في تصريفها بعض غموض أو ضحته بعبارة سهلة إن شاء الله. (وإن ذكر أهل التفسير اللفظة وفسّروها بغير موضوعها اللغويّ ، كما قدّمته ، تعرّضت إليه أيضا) (٣) لأنه ، والحالة هذه ، محطّ الفائدة.
ورتّبت هذا الموضوع على حروف المعجم بترتيبها الموجودة هي عليه الآن. فأذكر الحرف الذي هو أول الكلمة ، مع ما بعده من حروف المعجم ، إلى أن ينتهي ذلك الحرف مع ما بعده ، وهلمّ جرّا إلى أن تنتهي ، إن شاء الله تعالى ، حروف المعجم جميعها.
ولا أعتمد إلا على أصول الكلمة دون زوائدها ؛ فلو صدّرت بحرف زائد لم أعتبره ، بل أعتبر ما بعده من الأصول مثل : «أنعمت» تطلبه من (٤) باب النون لا من باب الهمزة. ومثل : «نعبد» و «نستعين» يطلبان من باب العين لا من باب النون. ومثل : «مكرم» يطلب من باب الكاف لا من باب الميم. وكذلك لو عرض في المادة حذف أوّلها فإنّني أعتمده دون ما بعده مثل : «يعدهم» يطلب من باب الواو لأنه من الوعد ، لا من العين. وكذلك لو عرض فيه البدل ، فإنني أعتبر أصله مثل : «إيمان» من باب الهمزة لا من باب الياء ، لأنّها فيه عارضة ، إذ أصله «إإمان» كما ستعرفه لمن شدّ ... (٥) من علم أسموه إعرابا وتصريفا ، فهو الذي ... (٦).
__________________
(١) وفي س : قصارى أمراها.
(٢) ٤٦ / الكهف : ١٨.
(٣) ما بين قوسين ساقط من ح.
(٤) وفي ح : في.
(٥) الكلمة مبهمة في الأصل.
(٦) فراغ في الأصل.