حصان رزان ما تزنّ بريبة |
|
وتصبح غرثى من لحوم الغوافل |
ولقد صدق ـ رضي الله عنه ـ أي مع كونها عفيفة لم تتكلّم في أحد إلا بخير.
يقال : فرس حصان : بيّن التحصّن ، وامرأة حصان : بيّنة التّحصّن ، وبناء حصين :
بيّن الحصانة. ويقال : امرأة حاصن ـ أيضا ـ وجمع الحصان حصن ، والحاصن حواصن. وقرىء قوله (فَإِذا أُحْصِنَ)(١) على البناء للفاعل والمفعول ، أي : فإذا تزوجن بأنفسهنّ ، وإذا زوّجن (٢). وامرأة محصن ـ بالكسر ـ إذا تصوّر حصنها من نفسها ، ومحصن ـ بالفتح ـ إذا تصوّر حصنها من غيرها.
وقوله : (أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ الْمُؤْمِناتِ)(٣) هنّ الحرائر هنا لا غير ، وقال الراغب : (وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَناتٍ)(٤) ، وقوله : (فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ)(٥). قيل : «المحصنات» : المزوّجات تصوّر أن زوجها أحصنها. والمحصنات بعد قوله : (حُرِّمَتْ)(٦) بالفتح لا غير ؛ لأن اللاتي (٧) حرّم التزويج بهنّ (٨) المزوّجات دون العفائف ، وفي سائر المواضع يحتمل الوجهين (٩). قلت : ما قاله حسن ، إلا أنّ فيه بحثا لا يسعه هذا الموضع ، على أنّه قد قرأ الجميع بالوجهين على ما بينّاه في غير هذا ، فعليك بالالتفات إليه.
__________________
(١) ٢٥ / النساء : ٤.
(٢) قرأ ابن مسعود «فإذا أحصنّ» ، وابن عباس «فإذا أحصنّ». وقرأ بضم الهمزة كذلك : ابن كثير ونافع وأبو عمرو عبد الله بن عامر ويعقوب ، وقرأ بفتح الهمزة كذلك حمزة والكسائي.
(٣) تابع الآية السابقة.
(٤) تابع الآية السابقة.
(٥) تابع الآية السابقة.
(٦) ٢٣ / النساء : ٤.
(٧) وفي الأصل : التي.
(٨) وفي الأصل : بها.
(٩) انتهى كلام الراغب (المفردات : ١٢١).