فشككت بالرمح الأصمّ ثيابه (١)
وقيل معناه : طهّر ثيابك من أن تلبسها ما على معصية أو غدرة كما قال :
وإنّى بحمد الله لا ثوب فاجر |
|
لبست ولا من غدرة أتقنّع |
قال الزجاج معناه لا يكون غادرا فإنّه يقال للغادر : دنس الثياب فكأنّه قال : وعملك فأصلحه ، ويؤيّده قول السدّى : إنّ الرجل إذا كان صالحا قيل : إنّه طاهر الثياب ، وإن كان فاجرا قيل : إنّه خبيث الثياب. وقيل معناه : لا يكون لباسك من حرام. وقيل : معناه أزواجك فطهّرهنّ عن الكفر والمعاصي حتّى يصرن مؤمنات
__________________
(١) تمام البيت ليس الكريم على القنا بمحرم.
وهو لعنترة العبسي المكنى بأبى المفلس وأبى الفوارس قال ابن الأنباري في شرحه على المعلقات ص ٢٩٣ عن ابن السكيت ، عنترة بن معاوية بن شداد بن قراد ، وعن أحمد بن عبيد عنترة بن شداد بن معاوية بن قراد. وقال البغدادي في ص ٨٩ ج ١ من الخزانة في شرح الشاهد الثاني عشر من شرح الكافية هو عنترة بن شداد بن عمرو بن قراد ، ونقل عن الكلبي أنه عنترة بن عمرو بن شداد ، ونقل عن بعض أن شداد عمه فنسب إليه ، ومثله في الشعر والشعراء لابن قتيبة ص ٧٥ ، وفي الإعلام ج ٥ ص ٢٦٩ هو عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد.
كان عنترة من أشهر فرسان العرب في الجاهلية ومن شعراء الطبقة الاولى من أهل نجد امه حبشية اسمها زبيبة. نقل الآلوسي في بلوغ الارب ج ٣ ص ١١٦ أنه لما أنشد بين يدي رسول الله (ص) أبياته التي يقول فيها :
بكرت تخوفني المنون كأننى |
|
أصبحت عن غرض المنون بمعزل |
إلى آخر الأبيات قال صلىاللهعليهوآله : ما وصف لي أعرابي قط فأحببت أن أراه إلا عنترة.
والبيت الذي استشهد به المصنف من معلقته المشهورة ، ومعنى المعلقة : أن العرب كانت في الجاهلية يقول الرجل منهم الشعر في أقصى الأرض فلا يعبأ به ، ولا ينشده أحد حتى يأتي مكة في موسم الحج فيعرضه على أبدية قريش فان استحسنوه روى ، وكان فخرا لقائله وعلق على ركن من أركان الكعبة حتى ينظر إليه ، وكانت المعلقات تسمى المذهبات أيضا ، وذلك أنها اختيرت من سائر الشعر فكتبت في القباطي (جمع قبطية بالكسر والضم وهي ثياب إلى الرقة ـ