علينا التشهّد : السلام على الله قبل عبادة. إلى آخره (١) وهو صريح في أنّه قد فرض واحتجاجه على عدم وجوب الصلاة أيضا برواية ابن مسعود أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال له عقيب ذكر الشهادتين : إذا قلت ذلك فقد تمّت صلوتك (٢) مدفوع بأنّ التمام قد يحمل على المقاربة أو بمعنى أنّها تمّت مع أفعالها الباقية (٣) لما روي عن عائشة أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : لا يقبل الله صلاة إلّا بطهور والصلاة علىّ (٤) ولما تقدّم من خبر كعب بن عجرة قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول في صلوته : اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميد مجيد (٥) فيجب متابعته لقوله صلىاللهعليهوآله : صلّوا كما رأيتموني
__________________
ـ منازعيكم في كل ما نفيتم وجوبه بحديث المسيء هذا.
الثاني : ما أمر به النبي من أجزاء الصلاة دليل ظاهر في الوجوب وترك للمسيء به يحتمل أمورا : منها أنه لم يسيء فيه ، ومنها أنه وجب بعد ذلك ، ومنها أنه علمه معظم الأركان وأهمها وأحال بقية تعليمه على مشاهدته (ص) في صلوته أو على تعليم بعض الصحابة له فإنه كان يأمرهم بتعليم بعضهم بعضا فكان من المستقر عندهم أنه دلهم في تعليم الجاهل وإرشاد الضال ، أى محذور في أن يكون النبي (ص) علمه البعض وعلمه أصحابه البعض الأخر ، وإذا احتمل هذا لم يكن هذا المشتبه المجمل معارضا لأدلة وجوب الصلاة على النبي (ص) ولا غيرها من واجبات الصلاة فضلا عن أن يقدم عليها فالواجب تقديم الصريح المحكم على المشتبه المجمل. والله اعلم انتهى ما أردنا نقله ، وسرد أدلة وجوب الصلاة على النبي صلىاللهعليهوآله مفصلا من شاء فليراجع.
(١) أنظر سنن البيهقي ج ٢ ص ١٣٨ أخرجه عن مسلم والبخاري.
(٢) قال ابن القيم الجوزية في مسالك الافهام ص ٢٣١ إن هذه الزيادة ليست من كلام النبي (ص) بين ذلك الأئمة الحفاظ ثم بسط الكلام في إثبات ذلك من شاء فليراجع.
(٣) قال ابن القيم الجوزية في جلاء الافهام ، معنى قوله : إذا قلت : ذلك فقد تمت صلوتك يعني إذا ضم إليها ما يجب فيها من ركوع وسجود وقراءة وتسليم وسائر أحكامها ألا ترى أنه لم يذكر التسليم من الصلاة وهو من فرائضها لأنه قد وقفهم على ذلك فاستغنى عن إعادة ذلك عليهم.
(٤) انظر نيل الأوطار ج ٢ ص ٢٩٦ نقلا عن البيهقي والدارقطنى.
(٥) انظر البيهقي ج ٢ ص ١٤٧ والام للشافعي ج ١ ص ١١٧ وفي الحديث بعد آل إبراهيم إنك حميد مجيد.