وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (١).
(إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ) أي أقلّ منه استعار الأدنى للأقل لأنّ الأقرب إلى الشيء أقلّ بعدا منه.
(وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ) بالنصب على قراءة ابن كثير والكوفيّين عطفا على أدنى ، وقرء الباقون بالجرّ عطفا على ثلثي الليل. قال أبو عبيدة : الاختيار الخفض في ثلثه ونصفه لأنّه قال (عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ) فكيف تقدرون على أن تقوموا نصفه وثلثه وهم لا يحصونه وقال غيره : ليس المعنى على ما قال : وإنّما المعنى علم أن لن تطيقوه يعنى قيام الليل فخفّف ذلك. قال : والاختيار النصب ، ولم يتعرّض الشيخ في مجمع البيان لترجيح أحد القولين.
(وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ) وتقوم ذلك جماعة من أصحابك ، ونقل في التبيان رواية عن الحاكم أبو القاسم إبراهيم الحسكانى بإسناده عن ابن عبّاس أنّه كان عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وأبا ذرّ (٢).
__________________
(١) المزمل ٢٠.
(٢) هكذا في جميع النسخ المخطوطة عندنا ، وفي المجمع ج ٥ ص ٣٨١ والذي يروى عنه في المجمع كما في ج ٢ ص ٢١٠ تفسير الآية (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ) وص ٢٢٣ تفسير الآية (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ) بتوسط السيد أبى الحمد مهدي بن نزار الحسنى القائني إنما هو عبيد الله ـ