به عليهالسلام أنّه تعالى قال (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ) مخاطبا به جميع المؤمنين ، وقد دخل بالخطاب النبيّ صلىاللهعليهوآله. ثمّ قال : ورسوله ، فأخرج النبيّ صلىاللهعليهوآله من جملتهم لكونهم مضافين إلى ولايته. ثمّ قال : والّذين آمنوا. فوجب أن يكون الّذي خوطب بالآية غير الّذي جعلت له الولاية وإلّا أدّى أن يكون المضاف هو المضاف إليه بعينه ، وإلى أن يكون كلّ واحد من المؤمنين وليّ نفسه وهو محال.
لا يقال : يجوز أن يكون المراد بقوله : وهم راكعون إنّ هذه شيمتهم وعادتهم ولا يكون حالا لإيتاء الزكاة وذلك لأنّ قوله : يقيمون الصلاة موجب لدخول الركوع فيه. فإن لم يحمل قوله : وهم راكعون على أنّه حال من يؤتون الزكاة بل على أنّ من صفتهم وعادتهم الركوع كان ذلك كالتكرار الغير المفيد ، وظاهر أنّ حمل المفيد أولى من البعيد غير المفيد ، وبالجملة فالآية من أوضح الدلائل على إمامته عليهالسلام بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله
__________________
ـ عازورا وفي ص ١٥٣ تفسير الآية ٥٢ سورة المائدة (يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ) أنه ابن ابى بن سلول وفي ص ٤٦٥ تفسير الآية ٢٢ سورة النور (وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ) إنه أبو بكر وقد حلف أن لا ينفق على مسطح وكان ابن خالته (مع أن المروي عن ابن عباس حبر الأمة والأعلم بمواضع النزول إنها نزلت في ناس أقسموا أن لا يتصدقوا على رجل بالإفك كما في تفسير الطبري ج ١٨ ص ١٠٢) وفي ص ٨٢٩ تفسير الآية ١ سورة الممتحنة (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ) أنها نزلت في حاطب بن أبي بلتعة وفي ص ٧٣٨ تفسير الآية ٨ سورة المنافقون (يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ) إن المراد هو ابن أبي. أنشدك أيها القاري الكريم بالله العزيز الحكيم هل فيما تلوناك مما اعترف به القاضي نفسه باستعمال لفظ الجمع وإرادة الواحد كفاية؟
ثم إن أحسن ما بين في سر التعبير بالجمع في آية المباهلة ما أفاده المرحوم آية الله المظفر ـ طاب ثراه ـ في ص ٥٠ ج ٢ من دلائل الصدق ونحن ننقله بعين عبارته قال ـ قدسسره ـ : ثم إن الفائدة في التعبير عن أمير المؤمنين (ع) وهو فرد بصيغة الجمع هي تعظيمه والإشارة إلى أنه بمنزلة جميع المؤمنين المصلين المزكين لانه عميدهم ، ومن أقوى الأسباب في أيمانهم ومبراتهم كما أشار إلى ذلك رسول الله (ص) بقوله يوم الخندق : برز الايمان كله إلى الشرك كله ، وجعل الزمخشري الفائدة فيه ترغيب الناس في مثل فعله ليبينه أن سجية المؤمنين يجب أن يكون على هذه الغاية من الحرص على البر والإحسان انتهى ما أفاده ـ