والكلبيّ (١) وغيرهم هذا في الطبقة الأوّلة. فأمّا المتأخّرون فكلّ واحد منهم نصر مذهبه وتأوّل على ما يطابق أصله فلا يجوز لأحد أن يقلّد أحدا منهم بل ينبغي أن يرجع إلى الأدلّة الصحيحة ، إمّا العقليّة أو الشرعيّة من إحماع عليه أو نقل متواتر به عمّن يجب اتّباع قوله ، ولا يقبل في ذلك خبر واحد ، وخاصّة إذا كان ممّا طريقه في العلم ، ومتى كان التأويل ممّا يحتاج إلى شاهد من اللغة فلا يقبل من الشاهد إلّا ما كان
__________________
ـ وترى ذكره في جامع الرواة ج ١ ص ٩٨ وسائر كتب الرجال ناقلين عن الشيخ عده إياه في أصحاب الأئمة الثلاثة.
قلت : وإلى الان لم أظفر في الكتب الحديثية للشيعة على رواية عنه نعم له في البحار ص ٢٧٥ ج ١٠ ط كمبانى حكاية عن ضيفه الاخنس بن زيد الذي كان من قتلة الحسين بن على عليهالسلام بتفصيل ما في البحار ، وأقواله في التفسير مسطورة في كثير من كتب التفاسير ، وهذا هو السدى الكبير ، وأما السدى الصغير فهو محمد بن مروان وقد عرفت حاله في ص ١٧ عند ترجمة ابن عباس ، وأما إسماعيل بن موسى الفزاري نسيب السدى الكبير أو ابن بنته أو ابن أخته المتوفى سنة خمس وأربعين ومأة فلم يعده أحد من المفسرين.
(١) هو أبو النضر محمد بن السائب بن بشر الكلبي المتوفى سنة ست وأربعين ومأة نسابة راوية عالم بالتفسير والاخبار وأيام العرب من أهل الكوفة مولده ووفاته فيها ، وهو من كلب بن وبرة من قضاعة وكان جده بشر بن عمر ، وبنوه السائب وعبيد وعبد الرحمن شهدوا الجمل وصفين مع أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليهالسلام ، وقتل السائب بن بشر مع مصعب بن الزبير روى عن الكلبي سفيان الثوري ومحمد بن إسحاق ويقولان ، حدثنا أبو النضر حتى لا يعرف ، وعن سفيان كما في الجرح والتعديل أنه لا يعجبه هؤلاء الذين يفسرون القرآن من أوله إلى آخره مثل الكلبي صنف كتابا في التفسير قال السيوطي في الإتقان : أبسط التفاسير وعن ابن عدا هو معروف بالتفسير ليس لأحد تفسير أطول من تفسيره ولا أشبع ، وحدث عنه ثقا ت من الناس ورضوه بالتفسير ترى ترجمته في المعارف لابن قتيبة عند سرد النسابين وأصحاب الأخبار ص ٢٣٣ ط مصر ١٣٥٣ والفهرست لابن النديم ص ١٤٥ وفيه له كتاب تقسيم القرآن وفي ص ٥٧ منه ذكر كتاب تفسير الكلبي محمد بن السائب والطبقات لابن سعد ج ٦ ص ٣٥٨ ووفيات الأعيان ج ٢ ص ٦٩ واللباب ج ٣ ص ٤٧ وقد طعن فيه أكثر أهل السنة انظر القسم ـ