ما دلّت عليه الأخبار المعتبرة الإسناد. ففي حسنة الحلبي عن الصادق عليهالسلام (١) قال : وفي المغرب يقوم الإمام وتجيء طائفة فيقومون خلفه ، ويصلّى بهم. ثمّ يقوم ويقومون فيمثل الإمام قائما ويصلّون الركعتين. ويتشهّدون ويسلّم بعضهم على بعض. ثمّ ينصرفون فيقومون في موقف أصحابهم ويجيء الآخرون فيقومون في موقف أصحابهم خلف الإمام فيصلّي بهم ركعة يقرأ فيها. ثمّ يجلس ويتشهّد ويقوم ويقومون معه فيصلّى بهم ركعة أخرى. ثمّ يجلس ويقومون هم فيصلّون ركعة أخرى. ثمّ يسلم عليهم ، وفيها دلالة على أنّه يصلّى بالأولى ركعة واحدة ، وفي صحيحة زرارة عن أبى جعفر عليهالسلام (٢) ، قال إذا كان صلاة المغرب في الخوف فرّقهم فرقتين فيصلّى بفرقة ركعتين. ثمّ جلس بهم ثمّ أشار إليهم بيده. فقام كلّ إنسان منهم فيصلّي ركعة ثمّ سلّموا ، وقاموا مقام أصحابهم وجاءت الطائفة الأخرى فكبّروا ودخلوا في الصلاة ، وقام الإمام فصلّى بهم ركعة. ثمّ سلّم. ثمّ قام كلّ رجل منهم فصلّى ركعة فشفعها بالّتي صلّى مع الإمام. ثمّ قام فصلّى ركعة ليس فيها قراءة فتمّت للإمام ثلاث ركعات ، وللأوّلين ركعتان في جماعة وللآخرين وحدانا. الحديث ، وفيها دلالة على أنّه يصلّى بالأولى ركعتين ، وفي اختلاف الأخبار دلالة على التخيير كما أشرنا إليه.
(وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ) جعل الحذر بمثابة الآلة الّتي يتحصّن بها الغازي فجمع بينه وبين الأسلحة في وجوب الأخذ فهو بمثابة قوله (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ) وإنّما أمر هذه الطائفة بأخذ الحذر والأسلحة جميعا لأنّ العدوّ قلّما يتنبّه في أوّل الصلاة بكون المسلمين في الصلاة بل يظنّونهم قياما للمحاربة ، وأمّا في الركعة الثانية فيظهر لهم ذلك من ركوعهم وسجودهم الأوّلين فينتهزون الفرصة في الهجوم عليهم.
__________________
(١) انظر التهذيب ج ٣ ص ١٧١ الرقم ٣٧٩ والاستبصار ج ١ ص ٤٥٥ الرقم ١٧٦٦ والكافي ج ١ ص ١٢٧ ، والمنتقى ج ١ ص ٥٦٩ وقد مر غير مرة أن الحديث من طريق إبراهيم بن هاشم صحيح وما نقله المصنف هنا ذيل الحديث.
(٢) انظر التهذيب ج ٣ ص ٣٠١ الرقم ٩١٧ والاستبصار ج ١ ص ٤٥٦ الرقم ١٧٦٧ وفي المنتقى ج ١ ص ٥٦٤ وذيله فصار للأولين التكبير وافتتاح الصلاة وللآخرين التسليم.