لأمن الالتباس ، وكذا ما ورد في الأحاديث مجرّدا عن الشهر فإنّه على حذفه ، ويؤيّده ما ورد في بعض الأخبار لا تقولوا : رمضان (١) فإنّكم ما تدرون ما هو بل قولوا : شهر رمضان ، وإنّما سمّوا هذا الشهر بذلك (٢) لارتماضهم فيه من الجوع والعطش أو لارتماض الذنوب فيه أو لأنّهم لمّا نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سمّوها بالأزمنة الّتي وقعت فيها فوافق هذا الشهر من أيّام رمض الحرّ ، وهو مرفوع على الخبريّة عن مبتدا دلّ عليه (أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ) أي هي شهر رمضان أو على البدليّة عن الصيام على حذف المضاف : أي كتب عليكم صيام شهر رمضان ، وهذان الوجهان صريحان في عدم النسخ كما أشرنا إليه ، ويجوز على الابتداء خبره قوله :
(الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) أي ابتداء نزوله فيه ، وكان ذلك في ليلة القدر أو أنزل جميعه في ليلة القدر إلى السماء الدنيا. ثمّ انزل على النبيّ صلىاللهعليهوآله بعد ذلك نجوما في مدّة عشرين سنة.
وروي ابن بابويه في الأمالي مسندا عن حفص بن غياث قلت للصادق جعفر بن محمّد عليهالسلام : أخبرني عن قول الله ـ عزوجل ـ (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) كيف انزل القرآن في شهر رمضان ، وإنّما أنزل القرآن في مدّة عشرين سنة أوّله وآخره فقال عليهالسلام : انزل القرآن جملة في شهر رمضان إلى البيت المعمور. ثمّ أنزل من البيت المعمور في مدّة عشرين سنة ، وعن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنزلت صحف إبراهيم أوّل ليلة
__________________
(١) انظر الكافي ج ١ ص ١٨٢ الباب ٤ من أبواب الصيام وهو في المرآة ج ٣ ص ٢١٤ والإقبال لجمال العارفين رضى الدين على بن طاوس ص ٣ والوسائل الباب ١٩ من أبواب أحكام شهر رمضان ج ٢ ص ١٠٧ ط الأميري ، والمستدرك ج ١ ص ٥٧٨ ومن طرق أهل السنة انظر الدر المنثور ج ١ ص ١٨٣ وسنن البيهقي ج ٤ ص ٢٠١ وفتح الباري ج ٥ ص ١٤.
(٢) ونقل في المرآة وجها آخر عن الخليل أنه من الرمض بتسكين الميم ، وهو مطر يأتي في وقت الخريف يطهر وجه الأرض من الغبار سمى الشهر بذلك لانه يطهر الأبدان عن أوضار والأوزار ونقل وجها آخر وهو أن أهل الجاهلية كانوا يرمضون أسلحتهم فيه ليقضوا منها أوطارهم في شوال قبل دخول الأشهر الحرم.