وكمالا كما يعلم من تتبّع كلامهم ، ولو حمل كلامه على أنّ المراد بالحكم عدم الرؤية لتمّ ما قلناه أيضا إذ ليس المخالف في ذلك الجميع. فتأمّل (١) ونحن الآن شارعون في المقصود مستمدّون من الواحد المعبود.
__________________
ـ شرح المواقف ط بولاق من ص ٥٠٢ ، إلى ٥١٤ وشرح التجريد للقوشجى ط إيران سنة ١٣٠١ من ص ٣٦٣. إلى ص ٣٧٢.
(١) إذ قد عرفت أن المعتزلة أيضا وافقوا الإمامية في ذلك ثم إن المفيد ـ قدسسره ـ قال في كتابه أوائل المقالات ص ٢٣ ، أقول : إنه لا يصح رؤية الباري بالابصار ، وبذلك شهد العقل ونطق القرآن ، وتواتر الخبر عن أئمة الهدى من آل محمد ، وعليه جمهور أهل الإمامة وعامة متكلميهم إلا من شذ منهم لشبهة عرضت له في تأويل الاخبار ، والمعتزلة بأسرها توافق أهل الإمامة في ذلك ، وجمهور المرجئة ، وكثير من الخوارج ، والزيدية ، وطوائف من أصحاب الحديث ، ويخالف فيه المشبهة ، وإخوانهم من أصحاب الصفات ، ولعل مراد المفيد من هذا الشاذ هو أحمد بن محمد بن نوح السيرافي كما ذكره شيخ الطائفة في فهرسته ص ٦١ ط النجف الرقم ١١٧ وفيه : يكنى أبا العباس السيرافي سكن البصرة واسع الرواية ثقة في روايته غير أنه حكى عنه مذاهب فاسدة في الأصول مثل القول بالرؤية وغيرها وله تصانيف إلخ ، ولكن التعبير بالحكاية يدل على عدم ثبوت هذه النسبة ، وعزى القول بالرؤية أيضا إلى هشام بن الحكم ، والنسبة اشتباه ليس المقام موضع إطالة الكلام وقد بالغ الكتاب في نسبة التجسيم إليه ، ونسبوا إليه بعض المقالات التي لا يقرها العقل ولا تنسجم مع سيرة هشام وعلمه وصلته بالأئمة من أهل البيت عليهمالسلام ، وكيف تصح في حقه تلك المقالات؟ مع تعظيم الأئمة له ، وتقديرهم لجهوده وجهاده ، والظاهر أن الجملات العنيفة التي واجهها هشام كانت بدافع الشنيع عليه لانه كان بخاصم الفريقين ، ويناظرهم ولا يثبتون في جميع مواقفهم معه ، وقال فيه الامام الصادق لا تزال مؤيدا بروح القدس يا هشام ما نصرتنا بلسانك.